قاعدة في حبس النفس والعكوف على الهم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه الإعانة الحمد لله فالق الإصباح، وجاعل الليل سكنا، والشمس والقمر حسبانا ، ذلك تقدير العزيز العليم، الذي أودع خلق الإنسان أنواعا مختلفة من التراكيب القالبية والنفسانية، والقوى والأوعية العقلية، والشؤون القلبية، واللطائف الروحية، ليستعمل الإنسان كل قوة منها بمقتضى ما خلقت له، ويعبد الله بجميع ذلك، فتتم له عبودية الله تعالى بجميع المساعي الظاهرة والباطنة.
فمن وفق لتخليص كل قوة من هذه القوى، واستعملها فيما خلقت له، وسلمت من الآفات العارضة عليها من جهة الطبع والهوى، فهو الإنسان الكامل الذي عرف نفسه وشؤونها، وما أودع الله فيها من الخواص والصفات والأعراض، وعرف ربه ومولاه الذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره، وأودع روح جسده، ونور عقله، وقام بأوده وكفايته وكلاءته، الحي القيوم، تبارك الله أحسن الخالقين.
Shafi 83