قاعدة في شرح حال العباد والصوفية الأفراد جعلنا الله منهم بمنه وكرمه
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحب وسلم، إلى يوم الدين.
العباد يصطلحون على الأعمال، ويتآلفون في المواعيد ومجالس الأذكار، حليتهم السمت والحسن والنور في الوجه، والخشوع في الطرف، ولهم مع ذلك نفوس حادة، ورياسة باطنة.
إذا صلى أحدهم ركعات معلومة ، أو سبح تسبيحات معدودة أصبح نشيطا نفسه قوية، ولها على أشكالها صولة، إذا زل أحدهم أو أخطأ يحتاج المعرف له أن يداويه، ويخضع له، ويقبل رأسه؛ تألفا له، ليسمع الحق ويعيه، وقد لا يخضع له، فإنه عبد نفسه، عزيز عظيم عارف، يأنف من الرد عليه، والتعليم له، ويقول : مثلي يقال له هذا ? ومثلي يعلم هذا ? خصوصا إذا كان ذا إيثار وصدقات، فيرى فضله على جميع العباد والفقراء، وربما يقول في نفسه: أنا أتصدق وهذا لا يتصدق، وأنا أبر، وهذا يتصدقون عليه، فهذا جملة أمرهم.
Shafi 78