نظر أفضل الأحوال، على ما دل عليه العلم، فإن رأى جمعيته في العزلة والعبادة قصد نحوها ، وإن وجد أن مزيده في الميعاد واستماع العلم راح إليه، وإن قصده أخ يستفيد منه أفاده، بشرط ألا يتعاشروا.
و لا يبرح كذلك إلى العصر، ومن العصر إلى المغرب، ومن المغرب إلى العشاء، على هذا النمط، يقدم الأولى فالأولى، والأفضل فالأفضل.
فإذا انصرف إلى منزله ، وقعد على فراشه لينام حاسب نفسه ؛ هل ارتكب في يومه معصية ? أو عمل عملا مفضوللا من الخير، وفوت به على نفسه عملا فاضلا، فيجدد التوبة من سائر الذنوب والمنافص، ثم قرأ شيئا من القرآن، وذكر الله تعالى، ونام على فراشه طاهرا.
وإن تعار من الليل قال : لا إله إلا الله... إلى آخرها ، كما ورد في السنة، فإذا استيقظ للتهجد، استاك كما جاء في السنة، وقال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور.
ثم يتوضأ ويدعو الدعاء المشروع، قبل الصلاة: اللهم رب جبريل وميكائيل ... إلى آخره، واللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ... إلى آخره ، ثم صلى إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، يطيل قراءتها، وركوعها وسجودها، كما وردت به السنة.
فإذا فرغ وتمكن الثلث الأخير، وجاء الوقت الذي أخبرنا فيه بالنزول، فيكثر فيه العبد من الدعاء والتضرع والابتهال في مصالح الدنيا والآخرة ، إلى أن ينفجر الفجر، فإذا انفجر الفجر، صلى ركعتي
Shafi 72