272

Ka'idoji Akan Tafiya Zuwa Allah

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Nau'ikan

منه في فكره، ولا خاطر ولا هم ولا وسوسة ولا إرادة ولا عمل، وهذا شأن الصادق في محبة الحبيب.

ومن استعان بالله ودخل في هذا الشأن علمه الصدق كيف يصنع، ولا يتكلف ما لا يطيقه، فيبذل من نفسه ما لا يقدر عليه، لكن يبذل أولا ما يقدر عليه من الأذكار والطاعات، والتسبيحات والتهليلات، ثم كلما سمحث نفسه بشيء لمولاه استعان به وقربه.

وقد علمت شأن من تقرب إليه سبحانه بالنوافل بعد الفرائض، وما يكون في مقابلته من محبة الله له ، كما ورد به الحديث الصحيح.

ومن تقرب منه شبرا تقرب منه ذراعا، فماذا يكون جزاء من قدم نفسه وجميع ما منه لمولاه? فصاحب هذا العمل يرجى له أن يجازى بالقبول، وهو أن يقبل منه ما تقربه به العبد، ومتى قبل اختطف من وجوده، وجذبت روحه، بحيث لا يبقى له في ذلك تصرف، فتؤخذ حقيقته منه، ويبقى الجسم تبعا لها، ويبقى الكل بيد الحبيب مخلصا من أسر النفس والشيطان، إلى مملكة الرحيم الرحمن، الحنان المنان، وعند ذلك يحق له ما ورد به الحديث، يبقى سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، فيبقى محبوبا مرضيا عنه، وذلك غاية الغايات، ومنتهى الطلبات.

طوبى لمن وفق لذلك، وحسن مآب.

Shafi 294