258

Ka'idoji Akan Tafiya Zuwa Allah

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Nau'ikan

مواطن الجمعية إذا فجأه من أمر الله ما يوجب ذلك؛ طلبا لرضا مولاه ، وهذا هو الاستعداد التام إن شاء الله لرضا مولاه ومودته ومحبته له.

فصل

ومن أقسام ذلك : أن يكون في كل عبادة كما يرضى منه ربه أن يكون فيها، إذا ذكر الله فلا يفكر بقلبه في غيره، وإذا تلا القرآن فليقطع الخواطر ، إلا ما كان متعلقا بأمر التلاوة والفهم عن الله تعالى فيها، وكذلك إذا كان في المراقبة، فلا يمر بقلبه إلا ما يناسب الوقت، وليقطع ما جاء مما لا يليق بالوقت - وإن كان خيرا -، فإن ذلك خير ، لكنه لا يليق بهذا الموطن.

وهذا السالك إنما يعمل على إتقان المعاملة فيما بينه وبين مولاه، وهي مرتبة فوق تصحيحها بشروطها وأركانها، وذلك بمثابة التجويد لمن يعلمه الكتابة، وذلك يستجلب الوداد فيما بينه وبين مولاه؛ لموافقته العدل والحق والصواب، وهذا شغل من اعتنى بمولاه أشد الاعتناء، واهتم بوداده ومحبته له أشد الاهتمام، يعمل على إتقان المعاملة، وإصابة الحق والصواب فيها.

فصل

والتحقيق : أن هذا لا ينكشف إلا لمن عرف دين الله، وعامل الله به ، وتعودت الجوارح إدمان المعاملة على الصحة ، ثم اتصلت شؤون قلبه وحباله بمولاه، وذاق شيئا من طعم وداده، فهو في ذلك الاتصال

Shafi 280