251

Ka'idoji Akan Tafiya Zuwa Allah

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Nau'ikan

لا يتم إلا مع التلبس بأحكام العلوم؛ من المحاسبات والرعايات للخواطر والهموم، والقيام بمراضي الرب تعالى ظاهرا وباطنا والتطهر من الرذائل الظاهرة وما كان منها كامنا، فعند ذلك يشد مئزره لتكملة سلوكه بأمر يتم به جميع ذلك، وفيه تظهر حقائق علومه وعقائده ومعارفه وأعمال جوارحه، وهو الغاية التي إليها المنتهى، وهي العاقبة التي تكون ختاما لأهل النهى.

وفيهم من يستصحب هذا الحكم من بدايته إلى غايته، وذلك لمن كمل في عقله ودرايته، وفيهم من لا يتسع فهمه للجمع بين الفضائل.

ولا ينتبه لذلك في الأواخر والأوائل.

وجملة هذا الأمر المشار إليه لزومه حالة يحب لقاء الله تعالى عليها، واستعمال هذه الحالة في جميع شؤونه، مصاحبا لها في تصاريفه وفنونه.

اعلم أيدك الله: أن التائب والعالم والعامل، والذائق والعارف والمحب، ومن التبسه حال الفناء وحال البقاء، ومن بدت عليه بوادي التوحيد فغيبت شعوره في حقائق المواجيد من طلائع الأسماء والصفات وحقائق الفردانية المشيرة إلى عظمة الذات ، كل هؤلاء قد لا يخلو أحدهم عند محوه ورجوعه أحيانا إلى طبعه من رعونات نفسانية، كل بحسبه؛ فأهل البدايات رعونانهم حظوظية، والمتوطنون رعوناتهم اختيارات أمانية، والكمل رعونانهم بهية، لتحققهم بحقائق التقريب من لطائف رب البرية.

وهذه الحالة إذا لزمها المبتدئ أفنت بعون الله ومشيئته حظوظه المذمومة، ولذلك يفنى من المتوسط إراداته ورعوناته المكتومة،

Shafi 273