247

Ka'idoji Akan Tafiya Zuwa Allah

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Nau'ikan

وعلامة محبته الاهتمام بمعرفة سنته بعد العلم بسيرته، ثم التلبس بها ، مشاهدا لأنوار بهجته كأنه معه في زمانه ، لا يفارقه في سره وإعلانه، فناهيك بها من صحبة ما أتمها، ومجالسة ما أنورها وأبهجها، كما قيل: إن كنت في الغيب عن عيني محتجبا فالقلب يرعاك في الإبعاد والنائي فمن حصل له هذه الحالة يوما من الدهر فقد وصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه، فكيف يطيب له مفارقته وترك محاضرته والاحتظاء من أنواره ومنادمته ? !

فإن اقتصرت همته على ذلك فنعمة كاملة شاملة، وعافية في الدين ، مع مشيئة الله ملازمة ، والمرء مع من أحب ، وناهيك من يصير خير الخلائق مؤنسه في باطنه، وسميره وصاحبه ورفيقه، يراه بعين قلبه، ويتبعه بقالبه وسره، فنعم الصاحب حينئذ ونعم المصحوب، لقد جلا الله قلب هذا المهموم والمكروب، وإن ارتفعت همته في هذه الدار إلى لقاء الله تعالى - أيضا - ، والفوز بقربه ، ومشاهدته والاحتظاء من أنواره وخالص محبته، وبالرجوع إليه في أحواله وعوارضه، فتلك همة عالية استعدادها بذل النفس واستفراغ الهموم في طلب الملك القدوس.

أول ذلك استخراج نص من العارف من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم تتحرض البصيرة للتعرف لربه منها، ودوام التوجه بتخلية الباطن، وطهارة الظاهر، والشوق الدائم، والقلب الهائم عساه يحظى بوميض بارق فيذوق بها بوادي الحقائق، فمن ذاق برقا من تلك البروق نفسا

Shafi 269