الفصل السابع
ومن رمى عليك شره، أو طالبك بأمر لا يليق، لقصور فهمه، وخفت تغير قلبه، فداره مداراة بطيب الكلام، والفراغ عنه، لكي تسلم من شره، ولا تقع فيما تكره.
والفرق بين المداراة والمداهنة : أن المداراة هي أن تظهر خلاف ما تضمر لاكتفاء الشر، وحفظ الوقت.
والمداهنة: إظهار ذلك لطلب الحظوظ، والنصيب من الدنيا.
وربما أشبهت المداراة المكر في بعض الوجوه، وهي محمودة على كل حال ، لأن فيها السلامة.
وفي المحاققة مع من لا يسمع أو لا يفهم الشر كله، فمكر تحصل به السلامة، خير من محاققة تفضي إلى شر.
فائدة: لا تحاقق إلا من كان صادقا فيك، يطلب منك أن تحاققه فأما من يرى نفسه عليك، فإياك ومحاققته، بل داره، وأعرض عنه.
الفصل الثامن
لا تصحب من الناس من لا يطلب مطلبك، ولا يريد مرادك، ويستخف بالفقراء ويستهين بهم، ولا تصحب المنان الذي يمن عليك برفقته وخدمته وإيثاره، فكل هؤلاء لا خير في صحبتهم.
Shafi 36