Ka'idoji Akan Tafiya Zuwa Allah
قواعد في السلوك الى الله تعالى
Nau'ikan
إلى الكشف الحقيقي، فيتقرب إلى الله عز وجل حينئذ بالحب والتعظيم على المعاينة، فقد تبين أنه يندرج في ذلك جميع المتفرقات، ولا ينبغي أن يشغله حال الكشف عن الحضور مع معاني الصلاة، فإن الحضور مع المعاني هو المراد في مثل ذلك الموطن، فالتفت إليه، ولا يشتغل عنه ، إذا علم ذلك ؛ فهذه القاعدة هي سر السلوك وحقيقته.
ولهذه سر آخر باطن، ربما بالمواظبة عليه يظهر، وهو حال التقرب أن ينبعث من باطن العبد الجود ببذل الروح والوجود في محبة المعبود بلا كلفة ولا تعمل، فيجود بنفسه وروحه وهواه، ومشيئته وإرادته لمولاه حالا لا تكلفا، وهذا حال من صحت محبته هو لمولاه، فإن يسر الله تعالى، ووجد هذا الحال فهو حال القرب، وسره وباطنه، وإن لم يجده فليتكلف التقرب إلى مولاه بالأذكار والسعايات دائما، عساه يجد هذا الحال من باطنه، فمتى وجده فقد تقرب إلى ربه حقيقة بكليته وجملته عبادا وقلبا وروحا، ومن لم يجد ذلك فهو يتقرب بلسانه وبدنه وظاهره فقط.
واعلم أن هذا هو سر لذلك السر، ولهذا سر السر سر آخر باطن، من وفق ربما وجد سر سر السر، وهو شيء لا يمكن العبارة عنه بأكثر مما يقال إنه يجد في باطنه ذوق من تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا، فهذا ثمرة أول مراتب التقرب، فإن دام على ذلك ربما وجد ذوق معنى التقرب بالباع في مقابلة تقرب العبد بالذراع، وهذا أوسط مراتب التقرب؛ فإن دام على ذلك ربما وجد ذوق معنى الهرولة، ومعناه غاية القرب في مقابلة المشي من العبد تقربا إليه.
Shafi 159