Ka'idoji Akan Tafiya Zuwa Allah
قواعد في السلوك الى الله تعالى
Nau'ikan
حقيقة، وطابق الذوق آيات القرآن، بحيث ينزل القرآن على القلب بلا تكلف.
وكان في تلك الأذواق المتقدمة يضيق الصدر عند التلاوة شغلا بالحال، وكان العبد يتوهم أن هذا الضيق لغلبة الحال، وإلا فلم يضق عن كلام الله تعالى.
فتبين في هذا الذوق أن ذلك الضيق إنما كان عند الانحراف عن روحانية رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى روحانية أشخاص معينين ، بعيدي العهد عن تلك الروحانية.
وانبعث القلب إلى الجهاد في سبيل الله، كما هو معلوم من ذوق النبوة وآيات الكتاب، واكتسب القلب قوة بعد ضعفه، ونورا بعد ظلمته ، لكنه يشتاق أحيانا إلى روحانية الصوفية ؛ لأنه وجد فيها من صفو المحبة، ومشهد الروح من الأنس والقرب، ولطافة الذوق، ورقة حواسه ما لم يجده في هذا الذوق المحمدي؛ فإن فيه قوة وشدة على أعداء الله، فكان يهرب أحيانا إلى ذوق الصوفية؛ ليجد ذلك الذوق ثم يعود فيقول : يا سبحان الله؛ ليت شعري الذوق المحمدي ناقص حتى يكمل بذلك الذوق الآخر ، ليس هذا نظر صحيح ، بل الذوق المحمدي تام كامل، وجميع الخير الذي في تلك الطرق، إنما هو شعب منه ، مع انحراف عنه ، فالخير الذي فيها من الذوق المحمدي، والظلمة والكسفة التي فيها من انحرافها عنه.
فوقع صاحب هذا في حيرة ، لا يعلمها إلا الله، فاستغاث بالله واستجار به أن يهديه لما اختلف فيه من الحق باذنه.
Shafi 152