وللأرض ائتيا طَوْعًا أَو كرها قالتآ أَتَيْنَا طائعين)
فالبليد يفْتَقر فِي فهمه إِلَى أَن يقدر لَهما حَيَاة وعقلا وفهما للخطاب وخطابا هُوَ صَوت وحرف تسمعه السَّمَاء وَالْأَرْض فتجيبان بِحرف وَصَوت وَتَقُولَانِ أَتَيْنَا طائعين والبصير يعلم أَن ذَلِك لِسَان الْحَال وَأَنه أنباء عَن كَونهمَا مسخرتين بِالضَّرُورَةِ ومضطرتين إِلَى التسخير
وَمن هَذَا قَوْله تَعَالَى ﴿وَإِن من شَيْء إِلَّا يسبح بِحَمْدِهِ﴾
فالبليد يفْتَقر فِيهِ إِلَى أَن يقدر للجمادات حَيَاة وعقلا ونطقا بِصَوْت وحرف حَتَّى يَقُول سُبْحَانَ الله ليتَحَقَّق تسبيحه والبصير يعلم أَنه مَا أُرِيد بِهِ نطق اللِّسَان بل كَونه مسبحا بِوُجُودِهِ ومقدسا بِذَاتِهِ وَشَاهدا بوحدانية الله سُبْحَانَهُ كَمَا يُقَال
وَفِي كل شَيْء لَهُ آيَة ... تدل على أَنه الْوَاحِد
وكما يُقَال هَذِه الصَّنْعَة المحكمة تشهد لصانعها بِحسن التَّدْبِير وَكَمَال الْعلم لَا بِمَعْنى أَنَّهَا تَقول أشهد بالْقَوْل وَلَكِن بِالذَّاتِ وَالْحَال
وَكَذَلِكَ مَا من شَيْء إِلَّا
1 / 132