Qatf al-Jani ad-Dani Sharh Muqaddimat Risalat Ibn Abi Zayd al-Qayrawani

Abd al-Muhsin al-Abbad d. Unknown
148

Qatf al-Jani ad-Dani Sharh Muqaddimat Risalat Ibn Abi Zayd al-Qayrawani

قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

Mai Buga Littafi

دار الفضيلة،الرياض

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢.

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومَن لَم يره لعارض كالعمى. ويخرج بقيد (الإيمان) من لقيه كافرًا ولو أسلم بعد ذلك إذا لم يجتمع به مرَّة أخرى. وقولنا (به) يخرج من لقيه مؤمنًا بغيره، كمَن لقيه من مؤمني أهل الكتاب قبل البعثة، وهل يدخل من لقيه منهم وآمن بأنَّه سيُبعث أو لا يدخل؟ محلُّ احتمال، ومن هؤلاء بَحيرا الراهب ونظراؤه. ويدخل في قولنا: (مؤمنًا به) كلُّ مكلَّف من الجنِّ والإنس". إلى أن قال: "وخرج بقولنا (ومات على الإسلام) من لقيه مؤمنًا به، ثمَّ ارتدَّ ومات على ردَّته والعياذ بالله، وقد وُجد من ذلك عددٌ يسير كعُبيد الله بن جحش الذي كان زوجَ أمِّ حبيبة، فإنَّه أسلَم معها وهاجر إلى الحبشة، فتنصَّر هو ومات على نصرانيته، وكعبد الله بن خطل الذي قُتل وهو متعلِّق بأستار الكعبة، وكربيعة بن أميَّة بن خلف على ما سأشرحُ خبَرَه في ترجمته في القسم الرابع من حرف الراء، ويدخل فيه مَن ارتدَّ وعاد إلى الإسلام قبل أن يموت، سواء اجتمع به ﵌ مرَّة أخرى أم لا، وهذا هو الصحيح المعتمَد، والشِّقُّ الأول لا خلاف في دخوله، وأبدا بعضُهم في الشِّقِّ الثاني احتمالًا وهو مردودٌ؛ لإطباق أهل الحديث على عدِّ الأشعث بن قيس في الصحابة، وعلى تخريج أحاديثه في الصحاح والمسانيد، وهو مِمَّن ارتدَّ ثم عاد إلى الإسلام في خلافة أبي بكر". وقول ابن أبي زيد ﵀: "وأنَّ خيرَ القرون القرن الذين رأوا رسول الله ﷺ وآمنوا به" موافقٌ لِمَا نقله الحافظ عن البخاري والإمام أحمد ومن تبعهما من أنَّ الصُّحبةَ حاصلةٌ لِمَن جمع بين رؤيته ﷺ والإيمان

1 / 154