ساءل السيد أحمد نفسه: ترى أتقبل زبيدة أن يكون اللقاء في بيتها؟ ... انتهت الأغنية والرقص فاستبقوا إلى التراشق بالدعابات دون توقف، جعل أحمد عبد الجواد كلما أطلق دعابة يسترق النظر إلى وجه زنوبة ليرى أثرها فيه، اشتد الهرج والمرج، ومضى الوقت منسرقا. - آن لي أن أذهب.
قال علي عبد الرحيم ذلك، وهو ينهض متجها إلى ملابسه، فصاح به محمد عفت ساخطا: قلت لك أن أحضرها معك حتى لا نقطع السهرة.
تساءلت زبيدة وهي ترفع حاجبيها: من هي المحروسة؟
فقال إبراهيم الفار: رفيقة جديدة، معلمة قد الدنيا وصاحبة بيت بوجه البركة.
فسأله السيد أحمد باهتمام: من ...؟
أجاب علي عبد الرحيم، وهو يحبك الجبة ضاحكا: صاحبتك القديمة سنية القللي.
فاتسعت عينا السيد الزرقاوان، وتجلت فيهما نظرة حالمة، ثم قال باسما: اذكرني عندها وأقرئها السلام.
قال علي عبد الرحيم، وهو يفتل شاربه ويتأهب للذهاب: سألت عنك، واقترحت علي أن أدعوك إلى قضاء سهرة في بيتها بعد مواعيد العمل، فقلت لها إن بكرة اسم النبي حارسه قد بلغ السن التي تعد في أسرتهم موجبة للدخول في وجه البركة وغيرها من وجوه الفسق، فلا يأمن أبوه إن جاء أن يلتقي به في إحدى جولاته.
وضحك الرجل ملء شدقيه، ثم سلم وغادر الحجرة إلى الدهليز، فتبعه على الأثر محمد عفت وأحمد عبد الجواد ليوصلاه إلى الباب الخارجي، واستمروا يتحادثون ويتضاحكون حتى غادر السيد علي العوامة، وعند ذاك غمز محمد عفت ذراع أحمد عبد الجواد، وهو يتساءل: زبيدة أم جليلة؟
فقال السيد أحمد ببساطة: لا هذه ولا تلك. - لم؟ كفى الله الشر.
Shafi da ba'a sani ba