Waka da Hoto
قصيدة وصورة: الشعر والتصوير عبر العصور
Nau'ikan
يتشبث بجسد أعمى،
يسقط في أرض عمياء
بغير قرار.
الفصل الرابع عشر
كآبة
حفر على النحاس للفنان ألبرشت دورر (1471-1528م) الذي أتمه سنة 1514م. «دورر» من أبرز الفنانين «العلماء» في عصر النهضة الأوروبية. تتلمذ في البداية على يدي أبيه - الذي كان صائغا استقر سنة 1455م في مدينة نورمبرج، وتزوج من ابنة معلمه سنة 1467م - ثم على يدي الرسام والحفار على الخشب ميشيل فولجيموت (1434-1519م) حيث تدرب ثلاث سنوات على الرسم والحفر على النحاس والخشب للصور التوضيحية للكتب.
تجول أربع سنوات بين مدن مختلفة - مثل كولمار وبازل واستراسبورج - رجع بعدها إلى مسقط رأسه نورمبرج، وتزوج سنة 1494م. يحتمل أن يكون قد قام برحلته الأولى إلى البندقية في خريف سنة 1495م، والمؤكد أنه زارها سنة 1505م، وأقام بها حتى شهر فبراير سنة 1507م. وقد تعرف خلال هذه الفترة على فنان عصر النهضة الكبير جوفاني بيلليني (من حوالي 1430م إلى 1516م)، فأعجب به إعجابا شديدا، كما رسم بتكليف من التجار الألمان المقيمين في البندقية بعض الصور التي تشهد على تأثره بفن ليوناردو وبيلليني. وبدأ بعد عودته إلى موطنه الأصلي في تعميق ثقافته الأدبية والعلمية، والاختلاط بالأدباء، العلماء والمصلحين والمفكرين من أصحاب النزعة الإنسانية (مثل ميلانشتون وإرازموس ولوثر) أكثر من اختلاطه بزملائه الفنانين. عينه الإمبراطور ماكسيميليان سنة 1512م رساما في بلاطه، ولما مات الإمبراطور سافر سنة 1520م في رحلة طويلة حضر فيها تتويج الإمبراطور الجديد (تشارلز الرابع)، وتنقل بين الأراضي الوطيئة وعدد من المدن الأوروبية التي استقبل فيها بالحفاوة والتكريم. رجع إلى نورمبرج في شهر يوليو سنة 1521م، وأهدى مدينته لوحة «الرسل» (1526م،) التي يبدو أنها كانت جزءا من لوحة كبرى عن حوار أو عشاء مقدس، ولم يتم تنفيذها بسبب الاضطرابات التي صاحبت ثورة الإصلاح الديني. وظل مثابرا على العمل والإنتاج على الرغم من إصابته بحمى مزمنة على أثر مخاطرته بالخوض في مستنقعات «زيلاند» لمشاهدة حوت ميت!
أنتج «دورر» إنتاجا ضخما في ميادين الرسم والحفر على الخشب والنحاس، وكتابة الرسائل والبحوث النظرية عن القياس (1525م)، وتقوية الحصون (1527م)، والتناسب والنظرية الفنية (1528م)، بجانب مذكرات رحلته إلى الأراضي الوطيئة. وهو يعد الجسر الرئيس الذي عبرت عليه أفكار عصر النهضة الإيطالية إلى الشمال الألماني. وقد تفاعلت هذه الأفكار مع النزعة الفردية التي انحدرت إليه من التراث القوطي وعملت على تكوين شخصيته الفذة وأعماله المذهلة في غزارتها وحيوية خيالها وتعبيرها، فضلا عن تمكن صاحبها من الصنعة الحرفية في الحفر على النحاس والخشب بوجه خاص.
وقد تمثل هذا في سلسلة من الأعمال الشهيرة مثل «رؤيا يوحنا» (1498م) - وقد كان أول كتاب يقوم فنان واحد على تصميمه وطبعه ونشره بنفسه! - وعذاب المسيح (من 1498م إلى 1511م)، وحياة العذراء (1501-1511م)، وغيرها من الأعمال المفردة مثل «حمام الرجال» (1497م)، ووحش البحر، والابن المعجز (1497م)، وآدم وحواء (1504م) والفارس والموت والشيطان (1513م)، والاكتئاب أو الكآبة (1514م) التي صورها في صورة امرأة عميقة الفكر والحزن معا! (وهي الصورة التي تراها مع هذا الكلام.)
استلهم اللوحة الشهيرة عدد من الشعراء نذكر منهم: (1) بيتر آومولر
Shafi da ba'a sani ba