============================================================
القانسون وكنت مدة بمدينة فاس، أيام وشيد بن الشريف، فكنت أدرس وآخذ الجوائز، ا ل بنفسي، وأسيح في الأرض، وأدع العيال لخالقهم جسل وعلا، فذكرت ذلك لشيخنا أبي محمد عبد القادر بن هلي الفاسي، فقال لي: "لو كان ذلك بحالة صحيحة أمكن، ولكن يخشى أن تكون فيه شهوة، فلا تريح فيه"، فأمسكت عن ذلك2. ومعنى ما أشار إليه، أن العبد إذا تحرك لله تعالى3، كان عبدا لله تعالى، فأعانه وكفاه، وإذا تحرك لتفسه كان عبد نفسه، فيوكل إليها ويهلك معها.
وبسطه هذا الكلام، أن العبد إذا تحرك لأداء فريضة تعينت شرعا، أو ترك محرم، فقد علم أنه تحرك لله، لأن الله تعالى هو الذي حتم عليه ذلك الفعل أو الترك، وإذا تحرك الى حالة لا يظهر وجوبها شرعا، ولكن هراها أفضل من حالته الوقتية، فهو لا يدري أباعثه أمر الله، وهو كونه تعالى طلب منه الحالة الفضلى، وإن لم يكن وجوبا، أم باعثه شهوة نفس، فيكون عبد تفسه.
ومثال ذلك في هذه الصورة أن يقال: مريد الخروج إلى السياحة، يحتمل أن يكون 190 باعثه5 كراهية الدنيا وأهلها، ومحبة المولى والرغبة في الجلوس بين يديه بسلا علاقة، ( أو تحو هذا من المقاصد الحسنة، فيكون تحركه لله، فيكون عبدا لله سبحانه، ويحتمل أن يكون الباعث والموجب لضيق الننس، إنما هو غلظ النفس وكفرها والأنفة من التذلل لشيره، 1- ورد في ج: متاعه.
5 ورد في ج: فلا تريح فيه فأمسك عن ذلك.
3- ورد في ج: إلى الله تعالى.
8- ورد في ج: ونبسط.
ك ورد في ح: خخروجه.
Shafi 453