============================================================
القانون المدينة، فأخذوا عن مالك، وكذا ابن القاسم وغيره من المصريين، وهو أو غيره يخاطب اهله: أقول لها والييس تسرح1 للنوى اعدي2 لفقدي ما استطعت من الصبر اليس من الخسران آن لياليا* تمز بلا نفع وتحسب من عمرو واعلم أن للرحلة فوائد كثيرة: منها، التخلص عن شوافل الوطن، وفتنة الشرية والخيرية. ومنها، التجرد لأخذ العلم، الذي هو شرطه. ومنها، القرية، التي هي مظنة عدم الألفة والخلطة، ومعاشرة الناس التي هي إحدى العوائق ومنها، ما يرجو من ثواب خطواته ومشقته، وبركة ذلك في العلم والعمل عاجلا وآجلا. ومنها، ما يرجو من التيسير واتساع الرزق، بمقتضى الوعد الصادق، قال تعالى: (ومن يهاجو في سبيل الله يجذ في الأرض مراغما كثيرا وسعة)4.
ومنها، ما يرجو من اعتناء الشيوخ به أكثر، فإن للغريب والقاصد، والراحل من أرض 172 إلى أرض ( مزيد حق ومنها، وهو أعظمها امتحان نفسه ليظهر صدقها، فإن النفس تدعي حب العلم وطلبه، والحرص على تحصيله، وأنها تؤثره على غيره، فإذا سنحت بأن أعمل راحلته، ونبذ أحباءه وحبائبه، وتصدى لقطع السافة، ومقاساة الجوع والعطش، والحر والبرد، والغوبة والهوان، كما قيل: لا يعدم المرء كثا يستكين به وعيشة بين أهلسهة وأحبايسه ورد في ج: تسرج 5 ورد في ج: أعد.
3- نسب اليوسي هذين البيتين إلى ابن القاسم حين تهيا للرحيل إلى مالك. رسائل اليوسي/1: 174 .
4- النسا: 100 5- ورد في ج: يستكن ك- ورد في ج: أهليه.
Shafi 408