============================================================
القانسون وقوله في علوم الفلاسفة انها تضر ولا تنفع ممنوع، فإنك قد رأيتها مشروحة فيما مضى، فما كان منها متعلقا بمنافع دنيوية، ولم يماس العقائد، ولا خاض في الإلهيات، وذلك معظمها، فهو كله نافع فير ضار، كما ينفع الحرث والتجارة وسائر الأسباب، وذلك باق غالبا في ايدي الناس اليوم، وان لم يعرفوا الاصطلاحات، وما كان منها واقعا في العقيدة، فمشهورة منحصرة1 في ثلاثة علوم: العلم الإلهي، وعلم الأحكام، وعلم الطب.
فأما العلم الإلهي، فنيه ما يضر وفيه ما ينفع، وقسد أخذ المتكلمون الصحيح منه، ونبهوا على الباطل. وأما علم الأحكام، فقد اخذه الناس على وجه صحيح، وهو كون ما فيه إن صح أمرا عاديا، ولا محذور في ذلك. وأما الطب، فقد اخذوه أيضا مع العلم، بأن ما فيه من المزاج، وتفاعل العناصر، ونشا التغيرات عن القوى، ونحو ذلك، ليس على ما يعتقده أهله، بل أمور عادية، والتاثير كله لله الواحد القهار، ولا محذور أيضا في ذلك.
ولهم علمان أيضا من هذا النمط أحدهما علم السحر، على راي من يرى فيه التاثير لأجرام الأفلاك، أو الملائكة، أو لروحانيتها، أو للجن. الثاني علم الطلسمات، وأن القوى السافلة منفعلة عن القوى العالية، وهذان العلمان ساقطان مرغوب عنهما عند 10 الجميع. فقد بان لك أن إطلاق القول، بأن علوم الفلاسفة تضر ولا تتفع ( غير مستقيم.
فان قيل ما اشتمل منها على أمور فاسدة، يخشى على من تعاطاه أن يعتقدها، قيجب تركه سدا للذريعة، قلنا قلما يخلو علم بسل ولا موجود ما، عن منسدة مبثوئة في مصلحته، فلو توقيت المفاسد بطل كثير من المصالح، وكانك آيها الغافل، لم تر ما بيدك مين علم الكلام مشحونا بأقوال المبتدعة، والجبرية، والمجسمة، وأقوال المعطلة، والبراهمة، ورد ني ج: تنحصر.
Shafi 296