============================================================
القالون الأولى: طريق من يرى القلوب كالمعادن،، فيجتهد في تمييز عيوبها، ثم يسسعى في ازالتها، ليقع الاتصاف بالكمالات أضدادها. والشيخ فيها للمريد كالطييب للمريض، لابد أن بعرف المرض أولا، ويعرف الدواه، ثم يحمله عليه ليذهب المرض بإذن الله، وتجيي الصحة، وهي طريق التخلية1 والتحلية2 بالرياضة3.
الثانية: طريق من يراها كالأواني، فيجتهد في غسلها إن تلوئت، وفي تقريفها مما عمرت به، إن كان لايرضى، ثم يسعى في عماوتها، وهو في معنى4 الأول.
الثالثة: طريقة من يراها كالأرضين، منها ما يصلح للزراعة، ومنها ما يصلح لامساك الماء، ومنها ما حلاح يصلح لشيء كما في الحديث6، فما رآه منها صالحا للزراعة، زرع فيه النوع اللاثآق به، من الأذكار وصنوف العبادات، ثم يراعي تثقية ذلك، مما يعرض من شوك الرياء والعجب، وسائر المذمومات، ويتوجه إلى الله تعالى في الاصلاح والتنمية، بإنزال المطر، وهو المدد الرياني، وهذه أسهل الطرق وأقربها وانعمها، فإن المريد فيها متثعم با لله تعالى، من أول قدم8 لرجوعه إليه في كل حال، وهي أقرب إلى تربية السلف.
1 - التخلي احتيار الخلوة، والاعراض عن كل ما يشغل عن الحق.
ك- التحلي هو التلبس والتشبه بالصادقين في الأقوال والأعمال، وفي الحديث: (ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال).
3- وهي عبارة عن تهذيب الأحلاق التفسية، وذلك بتمحيصها عن خلطات الطبع ونزعاته.
8- ورد في ج: بعنى.
5 سقطت من ج: 6- المراد به قوله: (... فكان منها تقئة قبلت الماه فأنبتت الكلا والعشب الكبير وكانت منها أحادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشرئوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طايفة أحرى إنما هي قيعان لا تمسيك ماه ولا تنبت كلا فللك مثل من فقه الخ).
6- هو ترك الإخلاص في العمل بملاحظة غير الله فيه .
8- ورد في ج: قدوم.
Shafi 203