Qanun Tawil
قانون التأويل
Bincike
محمد السليماني
Mai Buga Littafi
دار القبلة للثقافة الإسلامية ومؤسسة علوم القرآن
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1406 AH
Inda aka buga
جدة وبيروت
(١) إن مسمّى "الجسم" في اصطلاح الفلاسفة أعم من مسماه في لغة العرب وعرف أهل العرف، فإن الفلاسفة يطلقون الجسم على ذي الأبعاد الثلاثة خفيفًا كان أو ثقيلًا، مرئيًا كان أو غير مرئي، فيسمون الهواء جسمًا والنار جسمًا وكذلك الدخان والنار والبخار، يقول ابن سينا في النجاة: ٣١٧ (ط: السعادة ١٣٣١): " ... بل الجسم إنما هو جسم لأنه بحيث يصح أن يفرض فيه أبعاد ثلاثة، كل واحد منها قائم على الآخر، ولا يمكن أن تكون فوق ثلاثة، فالذي يفرض أولًا هو الطول، والقائم عليه هو العرض، والقائم عليهما في الحد المشترك هو العمق، وليس يمكن غيره". وهذا الذي قرره الفلاسفة لا يعرف في لغة العرب، قال الجوهري في الصحاح ٥/ ١٨٨٧: "الجسم: الجسد، وقال الأصمعي: الجسم والجسمان: الجسد والجثمان: الشخص". قال ابن قيم الجوزية: "ونحن إذ سمينا النفس جسما، فإنما هو باصطلاحهم (أي باصطلاح الفلاسفة) وعرف خطابهم، وإلاّ فليست جسمًا باعتبار وضع اللغة، ومقصودنا بكونها جسمًا: إثبات الصفات والأفعال والأحكام التي دل عليها الشرع والعقل والحس من الحركة والانتقال والصعود والنزول ومباشرة النعيم والعذاب (وغيرها) فلذلك أطلقنا عليها اسم الجسم تحقيقًا لهذه المعاني، وإن لم يطلق عليها أهل اللغة اسم الجسم، فالكلام مع هذه الفرقة المبطلة =
1 / 293