من الصعب جدا أن نصدق أن ليو العاشر كان مفتقدا للفطنة بما يجعله يأمر بطبع هذه الرسوم في عام 1514م كما يدعى. لكن يجب أن نضع في اعتبارنا أنه لم تكن قد ظهرت شرارة واحدة في ذلك الزمن من الحريق الذي أشعله المصلحون فيما بعد، وأن محكمة روما كانت غافية حينئذ على سذاجة الناس، وأهملت أن تغطي ابتزازاتها ولو بأرق حجاب. ويوضح البيع العلني لصكوك الغفران الذي تبع هذا سريعا أن هذه المحكمة لم تأخذ حذرها لتخفي هذه المآسي التي اعتادت عليها أمم كثيرة، وحالما كانت تظهر الشكاوى ضد استغلالات الكنيسة، كانت المحكمة تفعل ما بوسعها كي تبطل كتاب الدعوى، لكنها لم تنجح في ذلك.
إن كانت لدي الجرأة لأصرح برأيي في تلك الرسوم، فإني أعتقد أن النسخ المختلفة لا يمكن الاعتماد عليها؛ والأسعار ليست متناسبة على الإطلاق؛ فتلك الأسعار لا تتفق مع الأسعار التي يزعمها دوبجيني، جد مدام دومانتنو في «اعترافات دوسانسي»؛ فهو يقدر ثمن العذرية بستة قروش، وزنا المحرم مع أمه أو أخته بخمسة قروش؛ هذا المبلغ يدعو إلى السخرية. أعتقد أنه كانت هناك حقا تسعيرة معينة مستقرة في مكتب التوثيق لأولئك الذين أتوا إلى روما ليحصلوا على الغفران، أو ليساوموا على الحل من خطاياهم ، ولكن ربما أضاف أعداء روما الكثير إليها ليجعلوها أقبح.
ما هو مؤكد تماما أن تلك الرسوم لم يجزها أي مجلس قط؛ وأنها كانت إساءة بالغة ابتدعها الجشعون واحترمها أولئك الذين لم تكن مصلحتهم في إلغائها. كان المشترون والبائعون راضين على السواء، وهكذا بالكاد كان يمكن أن يحتج أي شخص حتى أتت اضطرابات الإصلاح. يجب الاعتراف بأن وجود وثيقة دقيقة حول كل تلك الرسوم سيعود بنفع عظيم على تاريخ العقل البشري.
المتطرف
سنحاول أن نستخلص من لفظة «متطرف» فكرة قد تكون مفيدة.
يتجادل المرء كل يوم عما إن كان الحظ أم القيادة يقود إلى النصر في الحرب.
وفي المرض، عما إن كان للطبيعة دور أكبر من الدواء في الشفاء أو القتل.
وفي التشريع، عما إن كان من غير المفيد كثيرا الامتثال حينما يكون المرء على صواب، والاسترحام حينما يكون المرء على خطأ.
عما إن كان الأدب يؤدي إلى رفعة الأمة أم إلى انحطاطها.
عما إن كان ينبغي أو لا ينبغي أن يجعل المرء الناس يؤمنون بالخرافات والأساطير.
Shafi da ba'a sani ba