لم لا يحل رباط تفسخ على الرغم من القانون العظيم الذي تقره مدونة القوانين: «كل رباط يجوز حله»؟ يجوز لي الانفصال عن زوجتي في المعيشة والنفقة، ولكن لا يجوز لي الطلاق. يستطيع القانون أن يحرمني من زوجتي، ويدعني بلا عزاء سوى ما يدعى «السر المقدس»! يا له من تناقض! يا لها من عبودية! يا لها من قوانين ولدنا في ظلها!
يبقى الأغرب أن قانون كنيستي هذا يتناقض مباشرة مع الكلمات التي تؤمن هذه الكنيسة نفسها بأنها من أقوال يسوع المسيح: «من طلق امرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني» (متى 19: 9).
أنا لا أبحث فيما إن كان يحق لأحبار روما أن يخرقوا، حسب مشيئتهم، شرع من يعتبرونه سيدهم؛ ما إن كان يجوز حينما تكون الدولة بحاجة إلى وريث أن نرفض تلك التي يمكنها أن تهبها وريثا؛ لا أسأل: ألا ينبغي تطليق امرأة مشاغبة معتوهة قاتلة فاسدة تماما كما هو الحال في حالة الزنا؟ إنما أتقيد بالحالة المؤسفة التي تعنيني: الله يسمح لي بأن أتزوج، ولا يسمح لي أسقف روما بذلك.
كان الطلاق يمارس وسط الكاثوليك تحت حكم كل الأباطرة؛ كما كان موجودا في كل ولايات الإمبراطورية الرومانية التي تفككت. طلق ملوك فرنسا الذين كانوا يدعون «الرعيل الأول» كلهم تقريبا زوجاتهم من أجل اتخاذ زوجات جديدات. وفي النهاية، جاء جريجوري التاسع عدو الملوك والأباطرة الذي جعل بمرسوم بابوي الزواج نيرا لا تمكن قلقلته؛ أصبح مرسومه هو شريعة أوروبا. ولما أراد الملوك تطليق الزوجة الزانية، طبقا لشرع يسوع المسيح، لم يكن بإمكانهم أن ينجحوا في ذلك. كان لزاما إيجاد ذرائع سخيفة؛ أجبر لويس الأصغر، من أجل إتمام طلاقه البائس من إلينور الجوانية، على ادعاء علاقة لم توجد. وحتى يستطيع هنري الرابع أن يطلق مارجريت دي فالوا، تذرع بحجة أكثر زيفا؛ ألا وهي رفض الامتثال. كان على المرء أن يكذب ليحصل على طلاق بطريقة شرعية.
ماذا؟! يستطيع ملك أن يتنازل عن تاجه، ولكنه لا يستطيع أن يتخلى عن زوجته دون موافقة البابا! أكان ممكنا أن يتمرغ رجال مستنيرون في هذه العبودية السخيفة طويلا في ظروف أخرى؟!
أن يتخلى كهنتنا ورهباننا عن اتخاذ زوجات، فذلك أمر أقبله؛ لكنه انتهاك لحقوق العامة، هو مصيبة عليهم، لكنهم يستحقون هذه البلية التي جلبوها على أنفسهم. لقد كانوا ضحايا الباباوات الذين أرادوا جعلهم عبيدا، وجنودا بلا عائلات، وبلا وطن، يعيشون من أجل الكنيسة فقط. لكنني، أنا القاضي الذي أخدم الدولة طوال النهار، أحتاج إلى زوجة في المساء، والكنيسة ليس لها حق أن تحرمني من منحة يمنحنيها الرب. كان تلاميذ المسيح متزوجين، ويوسف كان متزوجا، وأنا أريد أن أكون زوجا. لو كنت، أنا الألزاسي، معتمدا على كاهن يقيم في روما، ولو كانت لديه تلك القدرة الوحشية على أن يحرمني من زوجة، فليجعلني إذا خصيا ينشد ترنيمة «ارحمني» في كنيسته الصغيرة. (2) مذكرة لصالح النساء
تقتضي العدالة أننا، ما دمنا كتبنا هذه المذكرة عن الأزواج، يجب علينا أيضا أن نضع أمام العامة القضية التي تخدم الزوجات التي عرضتها على اللجنة السياسية بالبرتغال كونتيسة آرسيرا، وهذه فحواها:
حرم الإنجيل الزنا على زوجي تماما كما حرمه علي؛ سيدان مثلي تماما، ما من شيء أرسخ من هذا. حينما ارتكب عشرين خيانة، وحينما أعطى عقدي لإحدى غريماتي، وقرطي لأخرى، لم أطلب من القضاة أن يحكموا عليه بحلق شعره، وأن يحبسوه بين الرهبان، وأن يمنحوني ممتلكاته. أما أنا، فلأني قلدته مرة واحدة، وفعلت مع أوسم شباب لشبونة ما كان يفعله كل يوم بلا عقاب مع أحمق العاهرات في الباحة والبلدة، فعلي أن أستجوب أمام رجال محكمة لو كان أي منهم معي في غرفتي وحدنا لركع عند قدمي؛ علي أن أحتمل في المحكمة أن يقص الحاجب شعري الأجمل في العالم ، وأن أحبس بين راهبات لا يفقهن، وأن أحرم من مهري، وبنود ميثاق زواجي، وتمنح كل ممتلكاتي لزوج مغرور لتساعده على أن يغوي نساء أخريات، وأن يزني من جديد.
إنني أسأل إن كان هذا عادلا، وليس دليلا على أن القوانين من صنع أزواج خانتهم زوجاتهم؟
قيل لي، ردا على دعواي، إنني يجب أن أكون سعيدة إذ لم أرجم عند بوابة المدينة بأيدي كهنة الأبرشية وخدامها وعامة الشعب؛ فهذا ما كان يجري عند أول أمة على الأرض، الأمة المختارة، الأمة العظيمة، الأمة الوحيدة التي كانت على حق حين كانت الأمم الأخرى على باطل.
Shafi da ba'a sani ba