170

Kamusun Voltaire na Falsafa

قاموس فولتير الفلسفي

Nau'ikan

بين هذين الجنونين، الجنون الرافض لإحساس أعضاء الإحساس، والآخر الذي يسكن روحا خالصة في بقة، فكر شخص ما في طريق وسيط. كان ذلك هو الغريزة. وما الغريزة؟ عجبا! هي صيغة هيئة جوهرية، إنها هيئة بلاستيكية. إنها لا أعرف ماذا! إنها غريزة. سأساند رأيك طالما أنك ستسمي معظم الأشياء «لا أعرف ماذا »، طالما أن فلسفتك تبدأ وتنتهي بعبارة «لا أعرف ماذا»، سأقتبس لك من بريور في قصيدته عن تفاهة العالم.

إن مؤلف مقالة «النفس» في «الموسوعة» يشرح فكرته كالآتي: «أصور نفس الحيوانات وكأنها جوهر غير مادي وذكي ، ولكن من أي نوع؟ يبدو لي أنها يجب أن تكون مبدأ نشطا لديه حواس ... وهذا فقط ما لديها. لو تفكرنا في طبيعة نفس الحيوانات فهي تمدنا بقاعدة يمكن أن تقودنا لأن نفكر في أن روحانيتها ستنقذها من الفناء.»

لا أعلم كيف يصور امرؤ جوهرا غير مادي. أن تصور شيئا يعني أن تصنع صورة له، وحتى الآن لم يكن أحد قادرا على رسم الروح. فيما يتعلق بكلمة «أصور»، أريد من الكاتب أن يفهم عبارة «أنا أدرك»؛ وإذ أتحدث عن نفسي أعترف بأنني لا أدركها. وأعترف بقدر أقل بأن نفسا روحانية يمكن إفناؤها لأني لا أدرك الخلق ولا العدم؛ لأني لم أحضر قط مجلس الله؛ ولأني لا أعلم شيئا على الإطلاق عن مبادئ الأشياء.

إن أردت أن أثبت أن النفس كائن حقيقي، يمنعني شخص ما بإخباري بأنها ملكة. إن زعمت أنها ملكة وأن لدي ملكة التفكير، يقال لي إنني مخطئ؛ وإن الله، السيد الأبدي للطبيعة كلها، يفعل كل شيء بداخلي، ويوجه جميع أفعالي وأفكاري، وإنني إن كنت أنتجت أفكاري، فيجدر بي أن أعرف الفكر الذي سيكون بداخلي في الدقيقة القادمة؛ وهو ما لا أعرفه مطلقا؛ وإنني محض إنسان أوتوماتيكي محمل ببعض الأفكار والأحاسيس، تابع بالضرورة، وبين يدي الكائن الأسمى أكثر إذعانا له بلا حدود من الطين للخزاف.

أعترف بجهلي، وأعترف بأن أربعة آلاف مجلد من الميتافيزيقا لن تعلمنا شيئا عن ماهية أنفسنا.

قال فيلسوف أرثوذكسي لفيلسوف هرطقي: «كيف كنت قادرا على أن تصل إلى تلك النقطة التي تتخيل فيها أن النفس فانية بطبيعتها، وأنها أبدية فقط بمشيئة الله الخالصة؟» «بخبرتي.» «كيف! هل أنت ميت؟» «نعم، مرارا. عانيت كثيرا من الصرع في شبابي، ويمكنني أن أؤكد لك أني كنت ميتا تماما لبضع ساعات. لا إحساس، ولا ذاكرة حتى للدقيقة التي سقطت فيها مريضا. الشيء نفسه يحدث لي كل ليلة تقريبا. لا أشعر أبدا باللحظة المحددة التي أذهب فيها لأنام؛ نومي بلا أحلام تماما. لا يمكنني أن أتخيل بالحدس كم مكثت نائما. أكون ميتا عادة ست ساعات من الأربع والعشرين ساعة كل اليوم. هذا ربع حياتي.»

أكد الأرثوذكسي حينئذ أنه دائما ما فكر أثناء نومه، دون أن يعرف شيئا عن الأمر. أجابه الهرطقي: «أومن عن طريق الوحي أني يجب أن أفكر دائما في الحياة الأخرى، ولكني أؤكد لك أني نادرا ما أفكر في ذلك.»

لم يكن الأرثوذكسي على خطأ في زعمه خلود النفس؛ لأن الإيمان والمنطق يثبتان هذه الحقيقة، ولكن ربما كان على خطأ في تأكيده أن الإنسان النائم دائما ما يفكر.

أقر لوك بصراحة بأنه لم يفكر دائما بينما وهو نائم. وقال فيلسوف آخر: «الفكر خصيصة للإنسان، لكنه ليس جوهره.»

دعنا نترك لكل إنسان الحرية والعزاء في البحث عن نفسه، وفقدان نفسه وسط أفكاره.

Shafi da ba'a sani ba