158

Kamusun Voltaire na Falsafa

قاموس فولتير الفلسفي

Nau'ikan

الدين

كنت أتأمل الليلة الماضية، كنت مستغرقا تماما في تأمل الطبيعة، وشعرت بالإعجاب بالاتساع والتتابع والتناغم الذي تتسم به هذه الكواكب اللانهائية التي لا يعرف السوقة كيف يعجبون بها.

لكني أعجبت أكثر من ذلك بالذكاء الذي يوجه هذه القوى الشاسعة، وقلت لنفسي: «لا بد أن يكون المرء أعمى كي لا ينبهر بهذه الأعجوبة، لا بد أن يكون المرء غبيا حتى لا يتعرف على مؤلفها، لا بد أن يكون المرء مجنونا حتى لا يعبده، أي واجب من العبادة ينبغي أن أقدمه له؟ ألا يجب أن يكون ذلك الواجب واحدا في كل الفضاء، طالما أن القوة الفائقة نفسها تحكم بالتساوي في الفضاء كله؟ ألا يجب على كائن مفكر يسكن في كوكب في مجرة الطريق اللبني أن يقدم له التبجيل نفسه الذي يقدمه الكائن المفكر في كوكبنا الصغير هذا الذي نوجد فيه؟ الضوء موحد لكوكب الشعرى ولنا؛ ويجب أن تكون الفلسفة الأخلاقية موحدة. لو أن كائنا حساسا ومفكرا في الشعرى ولد من أب حنون، وأم مشغولة بإسعاده، فهو يدين لهما بالحب والعناية نفسها التي ندين بها لوالدينا. ولو أن أحدا في مجرة الطريق اللبني يرى قعيدا محتاجا، وكان باستطاعته أن يريحه ولم يفعل ذلك ، فهو مذنب تجاه الأكوان كلها. للقلب واجبات واحدة في كل مكان: على درجات عرش الله، إن كان له عرش، وفي عمق الجحيم إن كان هو جحيما.»

كنت غارقا في هذه الأفكار حينما هبط لي أحد أولئك الجن الذين يملئون الفراغات بين الكواكب. تعرفت على هذا المخلوق الأثيري الذي سبق أن ظهر لي في مناسبة أخرى ليعلمني كيف كانت أحكام الله مختلفة عن أحكامنا، وكيف أن الفعل الخير مفضل على الجدل.

نقلني إلى صحراء مغطاة كلها بأكوام من العظام، وبين أكوام الموتى هذه كانت هناك مماش من الأشجار دائمة الاخضرار، وفي نهاية كل ممشى كان رجل طويل ذو طلعة جليلة ينظر إلى تلك البقايا البائسة بشفقة.

قلت: «وا حسرتاه! يا ملاكي الرئيس، إلى أين أحضرتني؟»

أجاب: «إلى القفر.» «ومن هؤلاء الآباء الذين أراهم حزانى وساكنين في نهاية هذه المماشي الخضراء؟ يبدو وكأنهم ينتحبون على ذلك الجمع الذي لا يحصى من الموتى؟»

أجاب الجني من بين السماوات: «ستعرف أيها المخلوق الإنساني البائس. ولكن بادئ ذي بدء يجب عليك أن تنتحب.»

بدأ بالكومة الأولى، وقال: «هؤلاء هم الثلاثة والعشرون ألف يهودي الذين رقصوا أمام عجل، مع الأربعة والعشرين ألفا الذين أبيدوا بينما كانوا يضطجعون مع النساء الميديات. عدد أولئك المهلكين بسبب مثل هذه الأخطاء والمعاصي يصل تقريبا إلى ثلاثمائة ألف.

وفي المماشي الأخرى عظام المسيحيين الذين ذبح بعضهم بعضا بسبب خلافات ميتافيزيقية. وهم مقسمون على بضعة أكوام؛ كل منها من أربعة قرون. كان يمكن لواحدة منها أن تصعد إلى السماء، فوجب تقسيمهم.»

Shafi da ba'a sani ba