Kamusun Al'adu da Tarurrukan da Maganganun Masar
قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية
Nau'ikan
ثم دخل على ذلك تغيير كبير في عهد الخديو إسماعيل، فكن يلبسن كذلك الشنتيان، وهو سروايل واسعة تمكن السيدة من الجلوس على الشلتة، وفوق الشنتيان صديري بدون أكمام وفوقه اليلك وهو رداء طويل، وعند الخروج يلبسن الفرجية وهي أشبه بالعباءة الواسعة، ويضعن على رؤوسهن العزيزية وهي غطاء للرأس مغطى من الداخل بقماش وفوقه ورد صناعي وتحته اليشمك يغطي الوجه، وهو من القماش الشفاف.
أما الرجال فكانوا في الغالب يلبسون العمامة سواء في ذلك الأغنياء أو غيرهم والجبة والقفطان والحزام، ثم دخل التغيير على لباس الرجال والنساء جميعا، فالنساء أصبحن يخرجن بالفساتين التي يلبسنها في البيت على شكل أجمل، والرجال فشا فيهم اللبس الإفرنجي من جاكتة وبنطلون حتى بين رجال الأزهر ودار العلوم ... وفشا لبس الطربوش أخذا من الأتراك.
أما الفلاحون فهم كعادتهم يلبسون الجلاليب الزرقاء، وقليل منهم يلبسون الزعابيط، وهم يحتفظون بالعمامة على الرأس، وأكثرهم يسير حافيا من غير جزمة ولا مركوب، والنساء يلبسن الجلاليب السود الطويلة ويغطين رؤوسهن عند الخروج بمنديل ووجوهن بالطرح ويتحلين بالحلق، وأحيانا بالخلخال وأحيانا بالأساور.
وكل أمة تريد الإصلاح عادة، توحد زيها كما فعل الأتراك في ثورتهم فلم يستثن منهم في لبسهم إلا رجال الدين الرسميين فقد سمح لهم بالعمامة، أما سائر الشعب فقد فرض عليهم لبس البدل الإفرنجية والقبعات، حتى المؤذنين، وذلك شعورا بأن توحيد اللبس أول عمليات التجديد؛ لأنها تبعث في النفوس نشاطا، وقد بدأ المصلحون في مصر يفكرون أيضا في توحيد الزي.
استحضار الأرواح:
من عادة بعض المصريين استحضار الأرواح، بعد أن كانوا يستحضرون الجن، وقد شاهدت مجلسا لاستحضار الأرواح هذا، رأيتهم قد أطفئوا الأنوار، وأداروا أسطوانة على الفونوغراف، تبعث الهدوء والسكينة، ثم استحضر رئيس المجلس شخصا ونومه تنويما مغناطيسيا، وأغرب ما شاهدته رجل قالوا: إنه غير مثقف، وإن أصله مبيض فلما نوموه كان يتكلم بالإنجليزية بلهجة هندية، وهو يداوي الحاضرين ويخبر كلا منهم بمرضه وطريقة علاجه.
ولكن طريقة علاجه والحق يقال لم تنجح معي، وقد زعموا أنهم يشاهدون في سقف البيت مناظر أرواح لأشخاص يعرفونهم ولكني لم أر ... وحكوا لي أشياء كثيرة من هذا القبيل، وطلبوا مني أن أجلس في حجرة وحدي في الظلام في ليلة الجمعة؛ لأنهم يرسلون الأرواح، ولكني لم أفعل.
مرة أخرى وإن لم تكن من هذا القبيل، بل من قبيل الإخبار بالمغيبات زارني رجل تونسي يزعم أنه يقرأ البخت وكان معي صديق، وقد طلب منا هذا المغربي أن نكتب أوراقا لما نحب أن نسأله فيه، ثم نضعها في مصحف أمامنا وهو يخبرنا بالأسئلة والأجوبة من غير أن يقرأها.
وقد ذهب إلى الحمام، وظل يأتي بحركات غريبة ثم عاد إلينا وقرأ بعض الآيات، وقال: إن فلانا يسألني في ورقة عن اسم أبيه وأمه، ولم يكن أحد في البيت يعرف اسمهما ولا أنا، واسم أبيه كذا واسم أمه كذا، وأخبرني صاحبي أنه صدق في ذلك، ثم سأله عن اسم ابنه فأخبره بصدق، ثم قال له: إنك سألت عن سعر القطن وسيرتفع، وكنت أنا كتبت أسئلة في ورقة، منها سؤال عن مرضي فأخبرني، وذكر دواء لم ينفعني، وكان مما كتبته في الأسئلة: «هل ستقوم الحرب العالمية الثالثة؟ ومتى؟» فقال: إنها ستكون في نوفمبر القادم ولم يحدث فظهر لي من جميع ذلك أن الرجل بالحركات التي عملها في الحمام قد نوم نفسه تنويما مغناطيسيا، وبذلك استطاع أن يقرأ أفكارنا.
أما الإخبار بالمستقبل فكان مجرد تخمين؛ أي إنه كان يقرأ من أفكارنا ما نعلمه، شأن كل المنومين المغناطيسيين، عندهم من الموهبة ما يستطيعون به أن يقرأوا أفكار الناس، أما قراءة المستقبل فدعوى لم يقم عليها برهان، والله أعلم.
Shafi da ba'a sani ba