وبعد أن كتب «هاولز» سيرة شخصية لإبراهام لنكولن لاستخدامها في حملته الانتخابية كرئيس للولايات المتحدة، اختير للعمل قنصلا في فينيسيا (البندقية)، وأثمرت سنواته الأربع فيها كتبا عن الحياة هناك وعن الشعراء الإيطاليين. وبعد عودته إلى أمريكا، عمل مساعدا للتحرير في المجلة الأدبية «أتلانتك منثلي» ثم رئيسا لتحريرها لمدة كلية قدرها خمسة عشر عاما حتى 1881م. وقد كتب «هاولز» الرواية بدءا من عام 1872م برواية «رحلة الزفاف»، وله أيضا «مسئولية مخيفة» (1881م)، ويصف فيهما شخصيات إيطالية وأمريكية ويعالج الصراع بين الحب والطبقة الاجتماعية للمحبين.
وترك «هاولز» عمله في مجلة «أتلانتيك منثلي» عام 1881م، وبدأ في نشر قصصه مسلسلة في مجلة «سنشري ماجازين»، وتغيرت نظرته الأدبية إذ شرع في كتابة القصص الاجتماعية الواقعية، والشخصيات التي تصارع مشكلات أخلاقية. وأصدر عدة روايات تتعلق بوضع المرأة الأمريكية وما تصادفه من مواقف، خاصة في منطقة نيو إنجلاند، ⋆
بوسطن وما حولها. وفي روايته «آنجي كيلبير» (1889م) التي أظهرت ما غشي حياة «هاولز» من تغيير، يعالج المؤلف التناقض بين القيم التي تسود مجتمع مدينته في نيو إنجلاند من مشاعر الإحسان الزائف وبين العدالة الاجتماعية الحقيقية، بما فيها من اتهام للنظام الاقتصادي القائم وقتها. وقد انتقل المؤلف إلى نيويورك محررا في مجلة «هاربر» حيث أصبح مهتما بمشاكل التصنيع الذي بدأ في الانتشار في أمريكا بشكل أوسع. وتبع ذلك إيمانه بالاشتراكية وتطويع رواياته الواقعية كيما تلتحم بوضع العمال في الصناعة، وظهر ذلك في رواية «فضيلة الرحمة» (1892م)، وروايتي «رحالة من ألتروريا» (1894م) وملحقها «من خلال ثقب الإبرة» (1907م).
وقد كتب «هاولز» أيضا القصة القصيرة، والعديد من المسرحيات، وكتب الرحلات، والسير الذاتية، والشعر. وقد لقي المؤلف في سنواته الأخيرة مظاهر التكريم والاعتبار في الولايات المتحدة وخارجها، واستخدم نفوذه الأدبي لمساعدة الكتاب الناشئين في أيامه ومنهم «ستيفن كرين» ⋆
و«فرانك نوريس» ⋆
و«روبرت هيريك». ⋆
وقد سجل نظريته الأدبية في كتاب «النقد والقصة» (1891م) الذي ساند فيه المذهب الواقعي مع التصوير الحقيقي للدوافع والمبادئ التي تشكل حياة الرجال والنساء في واقع الحياة.
عواء
HOWL
قصيدة الشاعر «ألن جنزبرج» ⋆
Shafi da ba'a sani ba