رحلتم ولا والله ما قرَّ في الحشا ... فؤادي ولا والله ما قرَّ لي جنب
وجفني على ما كنت تعهد دائم الدُّموع وقلبي في الهوى ذلك القلب
وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه وكتب ذلك إلى ضياء الدين بن شيخ السلامية:
[من الطويل]
وما كنت إلاَّ في المحافل ناشرًا ... علاك بأفواه الثَّنا باذلًا جهدي
محبٌّ على بعد الدِّيار وقلَّما ... أقام الهوى في قلب صبٍّ على البعد
/٨٦ ب/ فما عند ليلى لي سقى الله دارها ... وحيَّا مغانيها فهذا لها عندي
[٤٨]
أحمد بن سليمان بن حميد بن إبراهيم بن أحمد بن عليِّ بن إبراهيم المخزوميُّ الكسائيُّ، أبو العباس البلبيسيُّ المعروف بابن كساء.
من شعراء ديار مصر-وبلبيس إحدى قرى مصر-.
شاعر يرحل إلى الملوك وسلاطين الأنام فيسترفدهم بأشعاره واشتهر أمره بالشعر.
أدركت زمانه وكان رجلًا شديد سمرة اللون، يرد كل عام الموصل مادحًا مالكها الملك الرحيم بدر الدين أبا الفضائل –أدام الله اقتدراه- وكان متجملًا ذا هيأة وثروة وحال حسنة وغلمان ظراف، ومات بالقاهرة في صفر سنة أربع وثلاثين وستمائة؛ بعد أن دوَّخ قطعة من البلاد، وامتدح أكابرها.
وكان قبل ذلك قد تفقه على مذهب الإمام الشافعي –﵁ وفهم طرفًا صالحًا منه، وتأدّب وقال الشعر ومدح الملوك /٨٧ أ/ والوزراء، واشتهر بقول الشعر،