Kahira
القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل
Nau'ikan
شكل 3-3:
خريطة الفسطاط من القرن الثامن إلى الحادي عشر (بتعديل عن كليرجيه، شكل
2-13 ). (2-5) خط القرافة
برغم أن القرافة هي مدينة الأموات، وبذلك فهي عكس الإعمار، إلا أن قرافة الفسطاط، كانت إعمارا لبطن من قبيلة المعافير تسمى: «قرافة»، لكنها فيما بعد أصبحت مقبرة لأهل الفسطاط تميزت بأنها نوع من التعمير له حيز كبير، وفي ذلك كتب ابن بطوطة: «... وهم يبنون بالقرافة القباب الحسنة، ويجعلون عليها الحيطان فتكون كالدور، ويبنون بها البيوت ... ومنهم من يبني الزاوية والمدرسة إلى جانب التربة، ويخرجون كل ليلة جمعة إلى المبيت بأولادهم ونسائهم.»
22
والحقيقة أن جبانات القاهرة مليئة بالجوامع والأبنية الدينية الكبيرة، مثل جوامع: السيدة نفيسة والإمام الشافعي والإمام الليثي وعمر بن الفارض وحوش الباشا - مدافن الأسرة العلوية - في جبانة القاهرة الجنوبية المعروفة الآن باسم الإمام، وجوامع وخانقاوات وأسبلة ومدارس سلاطين المماليك في الجبانة الشرقية، مثل: إينال وبرقوق وقايتباي ومدفن الخديو توفيق. فالقرافة إذن هي نوع من التعمير تمارس فيه عادات وطقوس تكاد أن تختص به القاهرة، وأصبح له مخططات تنظيم ومرافق وبنى أساسية؛ لأن اتساع الجبانة الجنوبية - الإمام - قد ضمت قرى وعزب كالبساتين ومحمد فهمي وجبريل أبو صوان وأبو نافع، أو أصبحت محاصرة بالعمران الحديث بين الأزهر ومدينة نصر ومنشأة ناصر، كما هو حال الجبانة الشرقية. (2-6) النيل والخليج والفسطاط
ولا شك في أن ما يزيد المفاضلة أن الفسطاط كانت الميناء الذي يجمع تجارات بلاد البحر المتوسط والدلتا والصعيد والسودان بواسطة النيل، ويجمع تجارة البحر الأحمر والبحر العربي بواسطة الخليج.
23
وفي ذلك ذكر ابن بطوطة (1325م): «... أن بنيلها من المراكب ستة وثلاثين ألفا للسلطان والرعية تمر صاعدة إلى الصعيد ومنحدرة إلى الإسكندرية ودمياط بأنواع الخير.»
24
Shafi da ba'a sani ba