Kahira
القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل
Nau'ikan
الأرقام مجمعة عن «قمة المدن» لوزارة الإسكان 1996 سابق الذكر - صفحات متعددة، وهناك في الحقيقة تضارب كبير في قيمة الأرقام داخل المصدر نفسه. على سبيل المثال عدد المصانع المنتجة هي 1090 في صفحة و1506 في مكان آخر من نفس المصدر، ورأس المال المدفوع في المصانع المنتجة 4 مليارات في مكان و11 مليارا في مكان آخر، وقيمة الإنتاج 4,8 مليارات و17 مليارا، وقس على هذا بقية الأرقام. فأيها نصدق؟
الفصل الثالث
القاهرة والزمان
دينامية القاهرة في أزمان مختلفة (1) التاريخ السكني والسياسي لإقليم القاهرة
توضح الخريطة (
1-2 ) أن منطقة القاهرة الكبرى كانت ملائمة للسكن البشري منذ عصور ما قبل التاريخ، ولكن هذه المستوطنات كانت تعتلي سطوح الهضاب، ولا يغشى الناس الوادي أسفلها إلا للصيد والسماكة، فلم تكن الزراعة معروفة بعد،
1
وحين مارس السكان الزراعة في أشكالها الأولى في العصر النيوليتي (الحجري الحديث) فإن ذلك لم يحدث نقلة اقتصادية عمرانية مفاجئة، بل تدرج الناس في ممارستها جنبا إلى الصيد الذي ألفوه لزمن طويل. وحين تعلم المصريون تقنية الزراعة بالتفاعل مع معطيات البيئة النهرية والممطرة معا، كان الجفاف يزحف تدريجيا على مصر، مما اضطر الناس إلى التقدم بمستوطناتهم قريبا من ماء النهر، تاركين سطوح الهضاب للجفاف والإجداب. وبدأ المصريون يتفاعلون بالتجربة مع هيدرولوجية النيل بين الفيضان والنقصان، وابتكروا نظام ري الحياض الذي استمر على الأقل ستة آلاف سنة إلى أن قضي عليه تدريجيا في قرن من نظام الري الدائم بداية من القناطر الخيرية إلى السد العالي. ومع ري الحياض ثبتت أماكن القرى والمحلات السكنية المصرية آلاف السنين؛ وذلك لأن القرى يجب أن تقوم فوق منسوب الفيضان، واستمرار سكنها على مر الزمن جعلها تعلو كجزر صغيرة وسط أحواض الزراعة لتكوم البناء فوق أكوام البيوت الهالكة جيلا بعد جيل، خاصة وأن مادة البناء كانت من اللبن وجالوص الطين مع التبن وهي مادة من البيئة وإليها ترجع، ومن ثم فإن غالبية أواسط القرى مرتفعة بصورة محسوسة عن أطرافها الأحدث، ولم ترتفع القرى كثيرا عن محيطها من الأراضي التي كانت بدورها ترتفع بما يرسبه الفيضان من طمي؛ لهذا فإن القرى المصرية مجال ممتاز للبحث الأثري.
على أية حال فإن استمرار تقدم الزراعة والسكان المستقرين والغنى والثروة بأقدار مختلفة في نواحي الوادي والدلتا - أدى إلى نشأة نظام سياسي محلي، سرعان ما أصبح إقليميا بجهود أفراد ذوي قدرة تنظيمية أعلى إلى أن وصلنا إلى مصر المتحدة سياسيا من خلال مجهودات الملك نارمر أو مينا أول فرعون معروف لأول أسرة حاكمة لكل مصر، وكان ذلك نحو 3200ق.م. وقدر كارل بوتزر
2
Shafi da ba'a sani ba