Kahira
القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل
Nau'ikan
والرصد (+40−60 مترا) جنوب الفسطاط «سهل النيل عند مصر القديمة 20-21مترا»،
8
ووجه عمرانها صوب الشمال الشرقي عند المنحدرات الهينة لتلة أبو السعود الجارحي (+30مترا)
9
فيما عرف باسم الحمراء الدنيا والوسطى والقصوى، التي أصبحت مجالا لمدينة جديدة اختطها العباسيون عام 751 باسم «العسكر»، وهي تقريبا منطقة زين العابدين وفم الخليج (20-23 مترا). أما المرتفعات التي تحتلها القلعة الآن (75-95 مترا) فهي لسان ينحدر من الجيوشي والمقطم، وينتهي بجبل يشكر وقلعة الكبش (+35 مترا) وتلال زينهم (31-51 مترا). وعلى قلعة الكبش بنى أحمد بن طولون عاصمة لمصر المستقلة عن العباسيين سنة 870م باسم «القطائع». وبعد قرن أنشأ الفاطميون مدينة «القاهرة» عاصمة ملكية للخلافة الفاطمية على سهل رملي إلى الشمال من القطائع، وعلى مناسيب تتراوح الآن بين 22 مترا عند درب سعادة و24 مترا عند السلطان الغوري و28,7 من المتر عند ميدان الأزهر، وتتباعد هذه الألسنة التلية في شمال وشرق الجبل الحمر (80 إلى 120 مترا) بحيث سهلت ارتقاء العمران الحديث إلى مدينة نصر فوق مناسيب 100 إلى 150 مترا.
الخلاصة: أن القاهرة ظلت تنمو لمدة ألف عام داخل خط منسوب 20 مترا في الغرب و30 مترا في الشرق عند أقدام الحافات الجبلية للمقطم وألسنته المتقدمة غربا، واستمر ذلك الالتزام واضحا حتى عصر الخديو إسماعيل، حينما بنيت «القاهرة الحديثة» ضمن منسوب 20-22 مترا، وقد سبقه في العمران الشمالي للقاهرة محمد علي باشا بإنشاء قصر شبرا في شبرا الخيمة، وتسابق بعض الأمراء في بناء قصور شبرا كالأمير طوسون. وكل شبرا هي نفس المناسيب، بل تنحدر حينا إلى 19 مترا عند مأخذ ترعة الإسماعيلية الحالي. وتتكرر الصورة نفسها في النمو العمراني على طول خط القبة والمطرية والمرج ، منذ إنشاء قصر القبة غالبا في عصر إبراهيم باشا - واستخدامه سكنا للأمير توفيق فيما بعد - نجد المناسيب تتناقص قليلا من نحو 23 مترا في القبة إلى 22,4 مترا في الزيتون تمشيا مع الانحدار العام، وحينما امتد عمران بر الجيزة وإمبابة من النيل غربا إلى كل القاهرة الكبرى غرب النيل، فإنه إنما كان يمتد على أرض الوادي الزراعية ذات الانحدار اللطيف من الجنوب إلى الشمال، ومن الهضبة الغربية صوب النيل.
أما الأماكن التي خرجت عن قاعدة خطوط المناسيب 20-30 مترا، فتتركز في الشرق والجنوب على النحو الآتي:
كانت البدايات في سبعينيات القرن 19 حينما أنشئت حلوان الحمامات كمدينة استشفاء وترويح ونزهة. حلوان البلد قرب النيل كانت تقع على منسوب 22 مترا؛ لأنها توجد في الوادي النهري الضيق، أما حلوان الحمامات فقد أنشئت على منحدر هادئ من 68 مترا في الشرق عند مصحة فؤاد إلى نحو 45 مترا في غرب كتلة حلوان الحمامات السكنية القديمة، ويتمشى هذا مع الانحدار السريع لحافة الهضبة الشرقية صوب النيل، واستفادة من هذا الموقع أنشأت الدولة مرصد حلوان شمال شرق حلوان على منسوب 114 مترا. وفي الوقت الحالي يمتد عمران المعادي إلى حافة جبل طرة وأوديته بعد شق طريق أوتوستراد حلوان.
شكل 1-3:
تأثير التضاريس على توجيه العمران «نموذج من غرب مدينة نصر».
Shafi da ba'a sani ba