قال روبرت: «ذلك المنزل هو منزل فرنتشايز، حيث تعيش السيدة شارب العجوز وابنتها؛ وهو المكان الذي ذهبت إليه منذ بضعة أيام، إن كنت تتذكر؛ لأقدم لهما استشارة قانونية.» «أتقصد أن هاتين موكلتان لدينا؟» «أجل.» «لكن يا سيد روبرت، هذا بعيد عن مجال اختصاصنا.» جفل روبرت من الخوف الذي لمسه في صوته. «هذا بعيد تماما عما نعتاد عليه - في الواقع خارج عملنا المعتاد تماما - فنحن لسنا مختصين ...»
قال روبرت، بفتور: «أعتقد أننا مختصون في الدفاع عن أي موكل ضد صحيفة مثل «أك-إيما».»
نظر السيد هيزيلتاين إلى الصحيفة الصفراء الصادمة على المنضدة. كان يواجه بكل وضوح الاختيار المعضل بين موكل جان وصحيفة مخزية.
سأل روبرت: «هل صدقت قصة الفتاة عندما قرأتها؟»
قال السيد هيزيلتاين ببساطة: «لا أفهم كيف لها أن تختلقها.» ثم أضاف قائلا: «إنها قصة مفصلة تماما، أليس كذلك؟»
أضاف روبرت قائلا: «هي كذلك، حقا. لكني رأيت الفتاة في الأسبوع الماضي عندما استدعيت إلى منزل فرنتشايز لتتعرف عليه - كان ذلك هو اليوم الذي انصرفت فيه على عجالة بعد الشاي مباشرة - ولا أصدق كلمة مما تقولها الفتاة. ولا كلمة واحدة»، وسره أنه تمكن من قولها لنفسه بصوت عال وبوضوح، وأنه تأكد أخيرا أنه صدق ذلك. «لكن كيف من الممكن لها أن تتصور منزل فرنتشايز بأي شكل من الأشكال، أو تعرف كل تلك التفاصيل، إن لم تكن قد ذهبت إلى هناك؟» «لا أعرف. ليس لدي أدنى فكرة.» «أكثر مكان اختياره مستبعد، بكل تأكيد؛ منزل ناء، متوار عن النظر، على طريق مهجور، في بلدة ريفية لا يزورها الناس كثيرا.» «أعرف ذلك. لا أعلم كيف تم هذا، لكن أثق أن القصة كلها مختلقة. إن الاختيار ليس بين روايتين، إنما بين طرفين. أثق تماما أن السيدتين شارب عاجزتان عن ارتكاب تصرف أحمق مثل ذلك. وفي الوقت نفسه لا أصدق أن الفتاة عاجزة عن اختلاق رواية مثل تلك. هذا ما قد يحتمله الأمر.» ثم توقف برهة. وأضاف مستخدما مع الموظف العجوز كنيته في الطفولة: «ليس عليك سوى أن تثق في حكمي على هذا الأمر، يا تيمي.»
سواء أكان بسبب مناداته باسم «تيمي» أو بسبب الجدال، بدا واضحا أن السيد هيزيلتاين لم يعد لديه اعتراض آخر ليبديه.
قال روبرت: «سترى المجرمتين بنفسك؛ لأني أسمع صوتيهما في الردهة الآن. بإمكانك أن تحضرهن إلى هنا، إذا تكرمت.»
انصرف السيد هيزيلتاين صامتا إلى مهمته، وقلب روبرت الصحيفة على وجهها حتى يصبح الخبر المؤذي نسبيا بشأن «هروب فتاة إلى الخارج» هو كل ما تقع عليه أعين الزائرتين.
كانت السيدة شارب، مدفوعة بحماسة جاءتها متأخرا من أجل اللقاء، قد ارتدت قبعة على شرف المناسبة. كانت شيئا مسطحا من الساتان الأسود، وأوحى الانطباع العام بشخص حاصل على درجة الدكتوراه. ذلك الانطباع الذي لم يكن قد ذهب هباء كان واضحا من نظرة الارتياح التي اعتلت وجه السيد هيزيلتاين. بدا واضحا تماما أنها لم تكن من الموكلين الذين قد توقعهم؛ بل، على الجانب الآخر، كانت من الموكلين الذين اعتاد عليهم.
Shafi da ba'a sani ba