وأما الخوف؛ فمن رأى أنه خائف وهو يفر من الخوف، فإنه ينال ولاية وحكمة، لقول الله تعالى: (ففررت منكم لما خفتكم) الآية. والخوف أيضا توبة؛ وكل خائف تائب. وأما الخصومة فهي المصالحة؛ ومن رأى أنه خاصم خصما صالحه. وأما الخيانة، فهي الزنا؛ فمن رأى أنه خان فإنه يزني، لقول الله تعالى : (إن الله لا يهدي كيد الخائنين) يعني الزانين . وأما الخسران؛ فهو الذنب. وأما الخدش؛ فهو الطعن والكلام. وأما الخسف، فمن رأى أن الأرض انخسفت به، فإنه يصيبه عذاب؛ قال الله تعالى : (أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض).
الباب التاسع عشر
في علاوة الخوف من الرؤيا المجربة قال أرطاميدورس : رأى إنسان كأن آخر يقول له في منامه: لا تخف، فإنك لا تموت، ولا تقدر أن تعيش، فصار أعمى؛ وكان كذلك بالواجب، لأنه لم يمت، ولكن عدم ضوء بصره.
Shafi 413