والملك.
فإن رأى الملك أنه يهىء مائدة ويزينها، فإنه يعانده قوم باغون، ويشاور فيهم ويظفر بهم.
فإن رأى أنه وضع على المائدة طعاما، فإنه يأتيه رسول في منازعة. فإن كان الطعام حلوا، فإنه سرور؛ وإن كان دسما، فإن في المنازعة بقاء. فإن رفع الجلد وقدم حامض ودسم، فإنه خير فيه هم وثبات. فإن كان في غير دسم، فإنه لا يكون فيه ثبات . فإن طال رفع الطعام ووضعه، فإنه تطول تلك المنازعة.
ومؤاكلة الإمام العذل شرف وخير في الدين والدنيا، وحزن في سبيل الله، ليسأله الطعام على المائدة، واستجابة دعائه لقول الله تعالى : (ربنا أنزل علينا مائدة من السماء).
فإن رأى الإمام أنه تحول عن سلطانه من قبل نفسه، فإنه يأتي أمرا يندم عليه كندامة ذي النون، إذ ذهب مغاضبا ورفض ما كان فيه، وظن أن عقوبته لا تبلغ قدر ما عوقب به في بطن الحوت. فإن كان تحوله من قبل غيره؛ فهو ضعف ومهانة في أمره من غيره.
فإن رأى أنه إمام وهو يمشي في الأسواق مع غيره، فكل ذلك تواضع، وهو أقوى لسلطانه، وإن كان لغير ذلك فهو يضع نفسه من رعيته، موضعا خاملا في قدره وخطره.
وإن رأى [هيئته]2 هيئة السوقة، فإن ذلك لا يضره، بل يزيد خيرا إن كان يريد الله بذلك التواضع له .
فإن رأى أن الإمام يصلي بغير وضوء في موضع لا يجوز الصلاة فيه،
Shafi 368