الباب الثالث والستون
في رؤية الجهاد
ومن رأى أنه يذهب إلى الجهاد، فإنه ينال غلبة وفضلا وثناء حسنا ودرجات في الآخرة، لقوله تعالى : (فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى).
فإن رأى أنه يجاهد في سبيل الله ويقاتل الكفار، فإنه مجتهد في أمر عياله. وجهد القتال جهد الكسب لقول النبي صلى الله عليه وسلم الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله.
فإن رأى أنه يذهب إلى الجهاد بسلاحه، فإنه مسلم مجتهد معتصم، يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، لقوله تعالى : (وجاهدوا في سبيل الله) . فإن رأى أن الناس يخرجون إلى الجهاد، فإنهم يصيبون ظفرا ونصيرا وعزة وقوة وجاها.
فإن رأى أنه يقاتل الكفار وحده بسيف ضرب به يمينا وشمالا، فإنه ينصر على أعدائه.
فإن رأى أنه يجاهد فى سبيل الله، فإنه يكد على عياله وينال خيرا وسعة، لقوله تعالى : (يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة). فإن رأى أنه قتل في سبيل الله، فإنه ينال فرحا وسرورا ورزقا هنيئا لقوله تعالى : (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله)(6.
فإن رأى أنه فى الغزو ووجهه عن القتال مول، فإنه يترك الجهد على العيال ولا يسعى في مرمة حالهم، ويفسد دينهم، وتتبدد عشيرته في الدنيا، القوله تعالى: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا
Shafi 348