دينه شيء من هوى، وإن الله سيجليه عنه حتى يصير إلى الصريح ، لأن الله تعالى يقول : (فأما الزبد فيذهب جفاء).
ورأى رجل طالب خبر كأن امرأته ترضع صبيا، والصبي يرضعها؛ وقص رؤياه على معبر شاعر، فقال : يصيب المرأة غم أو مرض. فعرض لها أنها اتهمت ببهتان عظيم، فمرضت ثم برأت .
وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت كأني ارتضع من إحدى ثندوتي، فقال له : ما تعمل? فقال : أكون مع مولاي في الحانوت؛ فقال له : اتق [الله]3 في مال مولاك.
ورأى عدي بن أرطاة لقحة مرت به وهو على باب داره جالس، فعرض عليه لبنها فلم يقبله؛ ثم عرض عليه لبنها ثانيا، فلم يقبله؛ ثم عرض عليه مرة أخرى، فهم به ولمم يقبله، ثم عرض عليه فقبله؛ فأوله ابن [سيرين : هي]1 رشوة لم يقبلها، ثم هم بها ورضيها وأخذها.
ورأى أمير المؤمنين هرون الرشيد رضي الله عنه، كأنه في الحرم يرتضع من أخلاف ظبية، فسأل الكرماني مشافهة عن تأويلها، فقال : يا أمير المؤمنين، الرضاع بعد الفطام حبس في السجن، ومثلك لا يحبس، ولكنك تحبس بحب جارية قد حرمت؛ فكان كذلك() .
الباب الثالث
فيما يتخذ من الألبان
الزبد: مال مجموع، تام، لذيذ، كثير المنفعة، ورزق من غنيمة.
Shafi 265