الباب السادس والعشرون
في علاوته من الرؤيا المجربة
رأى نصراني في نومه كأن عيسى عليه السلام على طور سيناء، وقد أوصاه أن لا تضلوا ولا يضلنكم أحد. فسأل الأسقف عنه فقال : من كان نصرانيا مخلصا كان له خلاص ونجاة برؤيته، وخرج رئيس شديد الشوكة، قوي في أمره. ومن كان صالحا كانت أحواله بركة ويمن. ومن كان على طريق الصواب، فلا يضره كل فعل .
وذكر الأسقف، أن في الإنجيل لما جاء أيشوع على جبل الزيتون، دنت منه تلاميذه وقالوا فيما بينهم وبينه : قل لنا : متى يعني خراب بيت المقدس، وما آية مجيئك وانقضاء الدنيا ? وأجاب أيشوع وقال لهم: احذروا لا يضلنكم أحد، فكثير يأتون باسمى ويقولون: أنا المسيح، ويضلون كثيرا؛ وستسمعون القتال واخبار الحروب، فانظروا ولا تتحيروا، لأنه ينبغى أن يكون هذا كله؛ ولكن ليس الآن حين التمام.
ورأى نصراني أكمه في منامه كأن عيسى عليه السلام قدم عليه، فصاح صيحة وصرخ وتمرغ بين يديه وقال له : عندك حاجة ? قال : مقضية حاجتك عندي؛ فاستيقظ وتوضأ وصلى، وقص رؤياه على المعبر فقال: أبشر، فإنك ترد بصيرا، فعالج عينيك ، وسل الكحالين يكحلون كما في الإنجيل . فلما تقارب من أريحا، مر على رجل أعمى جالس على الطريق يسأل؛ فسمع صوت الجمع الذين مروا، وسأل : من هذا? قالوا له : هذا أيشوع الناصري؛ فصرخ وقال : يا أيشوع بن داود ارحمنى! فوقف أيشوع وأمر أن يدعى به؛ فلما دنا منه سأله وقال : ما تريد أن أصنع بك? فقال : يا سيدي، أن أبصر. فقال له أيشوع : أبصر، فإيمانك أحياك.
Shafi 137