118

Kadiri Fi Ta'abir

Nau'ikan

فإن رأى صورة أو صفة أو مثالا فقيل له: إلهك، فسجد له، وظن أنه إلها فعبده، فإنه يتقرب بالباطل إلى ما ينسب إليه تلك الصورة والصفة عدما كانت أو جوهرا؛ لأن رؤية الله تعالى لا تحد ولا توصف ولا تكون موجودة فى اليقظة، وهو من الأضغاث، لقول الله تعالى: (لا تدركه الأبصار).

فإن رآه تعالى مصورا في بعض [رؤاه] وخياله، أو رآه وسنان أو نائما أو نحو ذلك، فإنه رؤية من يكذب على الله وينحله إلى غير ما هو أصله؛ وعلاقة ذلك أن الشقي صاحب الرؤيا لا يخبر أحدا بما رآه من هذه العظائم، وإنما الشيطان يتشبه له ببعض معارفه من الناس، فيخبره على لسانه أن هذا ربك، فيفتنه به.

فإن رأى الله تعالى كافر تصبه محنة في نفسه أو في دينه بلا شك؛ فإن رأى أنه قائم بين يديه تعالى لا يكلمه بشيء، فإنه نذير له ليصلح ما بين الله تعالى وبينه.

فإن رأى أن الله ساخط عليه، فإن أبويه ساخطان عليه، لقوله تعالى: (اشكر مي ولوالديك وإلي المصير}.

فإن رآه تعالى كافر ، فإنه ينذره من النقمة العظيمة الشديدة، نعوذ بالله منها .

وإن رأى مسلم كأنه سب الله تعالى، فإنه يكفر نعمة الله، ولا يرضى بقسمة الله، أو رأى أن الله تعالى غضب عليه، فإنه يهوي من موضع عال، لقوله تعالى: (ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى)، كما أنه لو رأى أنه يهوي من موضع عال، من حائط أو جبل أو سماء، غضب الله عليه، جل جلاله.

Shafi 122