فمن رأى أنه ينظر إلى الله تعالى، فهي رحمته له، وهذه رؤيا الأبرار، ومن قد أخلص وشمر في طاعة الله وآثره على سواه، وإن لم يكن صاحب هذه الرؤيا برا فليحذر يوم يقوم الناس لرب العالمين.
فإن رآه تقدس اسمه وقد نزل إلى الأرض والملائكة في سكينة، فإن العدل والخصب يبسطان في ملك الأرض، ويعيش أهلها بالنصر والنعمة.
فإن رآه سبحانه وقد سجد له، فهو يقربه له، لقول الله تعالى: (واسجد واقترب).
فإن رآه سبحانه يكلمه بكلمة من وراء حجاب، حسن دينه وأنفذ وصيته وأمانه في يده، وصار في سلطان قوي يقرب فيه من الخليفة.
فإن رآه تقدست أسماؤه، وقد أعطاه شيئا من محبوب الدنيا ومتاعها يدا بيد، فهو يعطيه مثله في اليقظة مفاجأة، ولا يجد له في دينه، ويؤتيه ولاية وملكا وبقاء وقربا من الله.
فإن رآه وهو يعظه، فإن عبده ينتهي عما يكرهه تعالى منه، لقوله تعالى : (يعظكم لعلكم تذكرون)3.
فإن كساه، فإنه يصبه ببلاء وهم وسقم ما دام في الدنيا، ويأجره عليه أجرآ عظيما، ويوجب له الجنة . وكذلك إن حكم عليه في النوم بحكم أو أمره بأمر، فهو في اليقظة كما حكم وأمر به، لقوله تعالى: (أليس الله بأحكم الحاكمين).
فإن رآه سبحانه، وقد وعده قولا أنه يغفر له ويدخله الجنة، أو قد غفر له، أو وعده أن لا يدخله النار، أو وقفه على محاسبة بينه تعالى وبين عبده، فرأى كأنه قد نجا من سوء الحساب ونحو ذلك من أفضاله، فإنه يسر، لقوله: (يحاسب حشابا يسيرأ أو ينقلب إلى أهله مسرورا)(، ولكنه تصبه غموم في قلبه من خوف
Shafi 118