175

Ƙa'idar Jalila a cikin Tawassul da Wasila

قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة

Editsa

ربيع بن هادي عمير المدخلي

Mai Buga Littafi

مكتبة الفرقان

Bugun

الأولى (لمكتبة الفرقان) ١٤٢٢هـ

Shekarar Bugawa

٢٠٠١هـ

Inda aka buga

عجمان

وعند ابن القاسم والقعنبي: ويدعو لأبي بكر وعمر.
قال مالك في رواية ابن وهب: يقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
٣٩٥ - وقال في المبسوط: ويسلم على أبي بكر وعمر (١) .
قال أبو الوليد الباجي: وعندي أن (٢) يدعو للنبي ﷺ بلفظ

= أقول: يستفاد من قول عبيد الله بن عمر، الإمام المدني، الثقة الثبت، أن الصحابة الكرام - وفيهم الخلفاء الراشدون - ما كانوا يأتون قبر النبي ﷺ إلا ما كان من عبد الله بن عمر ﵄ إذا قدم من سفر، مع حبهم الشديد لرسول الله وإكرامهم إياه وطاعتهم وانقيادهم له. فهل آن للأمة الإسلامية أن تثوب إلى رشدها، فتتبع هؤلاء العظماء والفقهاء النبلاء. وإننا على ثقة أنهم ما وقفوا جميعًا هذا الموقف إلا على أساس متين، وصراط مستقيم من العلم النبوي الصحيح، وعلى إدراك واع لمقاصد الشريعة وأهدافها، إنه ما كان ذلك منهم - مع حبهم الشديد الصادق لرسول الله ﷺ إلا تنفيذًا لتوجيهاته الكريمة؛ مثل قوله ﷺ: "لاتتخذوا قبري عيدًا". ومثل قوله ﷺ: "اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد". ومثل قوله ﷺ وبأبي وأمي هو -: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
تنفيذًا لهذه التوجيهات العظيمة الهادفة إلى حماية التوحيد، وصيانة العقيدة الإسلامية من شوائب الغلو والضلال الذي وقع فيه أهل الكتاب، كان ذلك الموقف الواعي الرشيد من الصحابة الكرام، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون والفقهاء المبرزون مثل زيد بن ثابت وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب وغيرهم من علماء الصحابة وعظمائها وساداتها، فما هم إلا جند الله ثم جند محمد ﷺ، جند له في حياته يفدونه ورسالته بمهجهم وأموالهم وأرواحهم، وجند له أوفياء بعد وفاته وانتقاله إلى الرفيق الأعلى، فلله درهم ما أفقههم وأنبلهم وأوفاهم!.
فهل للأمة الإسلامية أن تتأسى بهؤلاء العظماء الأوفياء في تنفيذ هذه التوجيهات وغيرها مما جاء به خاتم الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟ ولله در إمام دار الهجرة ﵀ إذ قال حين خالف بعض الناس بعض هذه التوجيهات وبدأوا يترددون على القبر: لا أعرف هذا عمن مضى، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها. وسيأتي كلامه فنشير إلى مصدره في موضعه.
(١) الشفاء (٢/٨٦) .
(٢) كذا في الأصل وفي المنتقى (١/٢٩٦) والشفاء والرد على الأخنائي (ص ١٠٥) أنه.

1 / 138