عن عبادته ويعلون عليه ويحادونه.
٤٤- كما قال عن موسى: ﴿وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ * أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾ (أ) (الدخان:١٧- ١٩) .
٤٥- فالنفوس المتكبرة تذل عند تكبيره سبحانه، والتهليل يمنع أن يعبد غيره، أو يرجى، أو يخاف، أو يدعى، وذلك يتضمن أنه أكبر من كل شيء، وأنه مستحق لصفات الكمال التي لا يستحقها غيره.
لا إله إلا الله أفضل الكلمات
٤٦- فهي أفضل الكلمات؛ كما في الصحيحين (١) عن النبي ﷺ أنه قال: "الإيمان بضع وسبعون شعبة -أو ستون- أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق".
_________
= فائدة: قال العلامة ابن القيم ﵀: "فإن التكبير يطفئه لما كان الحريق سببه النار وهي مادة الشيطان التي خلق منها وكان فيه من الفساد العام ما يناسب الشيطان بمادته وفعله كان للشيطان إعانة عليه وتنفيذا له وكانت النار تطلب بطبعها العلو والفساد وهذان الأمران وهما العلو في الأرض والفساد هما هدي الشيطان وإليهما يدعو وبهما يهلك بني آدم فالنار والشيطان كل منهما يريد العلو في الأرض والفساد وكبرياء الرب ﷿ تقمع الشيطان وفعله ولهذا كان تكبير الله ﷿ له أثر في إطفاء الحريق، فإن كبرياء الله ﷿ لا يقوم لها شيء، فإذا كبر المسلم ربه أثر تكبيره في خمود النار وخمود الشيطان التي هي مادته فيطفئ الحريق، وقد جربنا نحن وغيرنا هذا فوجدناه كذلك، والله أعلم". "زاد المعاد" (٤/٢١٢، ٢١٣) .
(١) البخاري (٩) ومسلم (٣٥) (٥٨) واللفظ له من حديث أبي هريرة ﵁.
----------
(أ) سقط في الأصل الآية رقم ١٨ من السورة بين الآيتين ١٧و١٩ فأثبتها هنا.
1 / 27