الله لم تكن مضمونة، فإن الله - تعالى - اشترى منهم أنفسهم وأموالهم١، فالثمن على الله لا على الخلق، فمن طلب الثمن منهم لم يكن له على الله ثمن، فإنه من كان في الله تلفه كان على الله خلفه٢.
وإن كان قد أوذي على معصية٣، فليرجع باللوم على نفسه، ويكون في لومه لها شغل عن لومه لمن آذاه.
وإن كان قد أوذي على حضٍ، فليوطن نفسه على الصبر، فإن نيل الحظوظ دونه أَمْرٌ أَمَرُّ من الصبر، فمن لم يصبر على حر الهواجر٤، والأمطار، والثلوج، ومشقة الأسفار، ولصوص الطريق، وإلا فلا حاجة له في المتاجر، وهذا أمر معلوم عند الناس أن من صدق في [طلب] ٥ شيء من الأشياء بذل من الصبر في تحصيله بقدر صدقه في طلبه.
_________
١ يريد المصنف قول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾ الآية [١١١] من سورة التوبة.
٢ روى أبو يعلى في مسنده (٤/٣٦ ح ٢٠٤٠ تحقيق حسين سليم أسد) عن بشر بن الوليد الكندي عن المسور بن الصلت عن محمد بن المنكدر عن جابر أن رسول الله ﷺ قال: "كل معروف صدقة، وما أنفق الرجل على أهله وماله كتب له صدقة، وما وقى به عرضه فهو صدقة. قال: وكل نفقة مؤمن في غير معصية فعلى الله خلفه ضامنًا إلا نفقة في بنيان".
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/١٣٦): "وفي إسناد أبي يعلى مسور بن الصلت وهو ضعيف".
ورواه أيضا ًالدارقطني في سننه (٣/٢٨ برقم ١٠١) والحاكم في مستدركه (٢/٥٠) كلاهما من طريق عبد الحميد بن الحسن الهلالي عن محمد بن المنكدر بنحوه.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح ولم يخرجاه، وشاهده ليس من شرط هذا الكتاب" وتعقبه الذهبي بقوله: "بل ضعفوه".
٣ في (ب): (مصيبة) .
٤ جمع هاجرة: وهي نصف النهار عند زوال الشمس إلى العصر، أو نصف النهار عند اشتدادا الحر. انظر: لسان العرب مادة (هجر) (٥/٢٥٤) .
٥ ساقطة من (أ) .
1 / 99