Kafin Fashewar Dutse Mai Aman Wuta
قبل انفجار البركان
Nau'ikan
لا تحاول
كتب إلي واحد يشتهي أن يكون أديبا لامعا، وبعد السلام والكلام كما يقولون، قال: أسلوب من تشير علي أن أتبع؟ ومن تنصحني أن أطالع حتى يرسخ أسلوبه في رأسي؟ إلخ. - اسمع يا حبيبي، تأمل الناس، فهل رأيت رجلا مثل رجل؟ أنا أجهل عدد سكان الكرة الأرضية لأذكر لك الرقم، وأقول: انظر إذا قدرت إلى كل فرد من هذه البلايين. افتح عينيك جيدا وتأمل وجوههم جميعا، ثم قل لي إذا كنت ترى بينهم واحدا يشبهك تماما حتى لا تعرف إذا كان هو إياك، أو كنت أنت إياه.
لا تظن أن هذا التشابه منقطع في البشر وحدهم، لا؛ فقد سألت المعازة: من أين تعرفون الرأس المتخلف عن القطيع؟
فأجابني واحد منهم: مما تعرف به أنت تلاميذك.
فقلت: للبشر علامات فارقة.
فقال: وكذلك للمعزى وغيرها من البهائم.
فإذا كان الوجه لا يتشابه، والخط لا يتشابه، وبصمة الإصبع لا تتشابه، فكيف تريد أنت - هداك الله - أن تقلد كاتبا آخر؟!
قرأت في كتاب ديل كارنيجي، نقلا عن كتاب «أنت والوراثة» لعالم شهير: أنه لو كان لك ثلاثماية بليون أخ وأخت لكانوا جميعا مختلفين عنك، مناقضين لك. فتأمل.
لقد كنت ضائعا مثلك، وبقيت ضائعا ثمانية وأربعين سنة وما وجدت ذاتي إلا حين مشيت على سجيتي. وإذا كنت لا تصدقني فارجع إلى كتبي المطبوعة قبل سنة 1934 تجد أنني كنت أفرفر كالطير العالق بالشبكة. حاولت أن أقلد أديب إسحاق ونجيب الحداد، ثم جبران فما وفقت أبدا. لا يعني هذا أنني استوليت على الأمد اليوم، ولكن أعني أنني وجدت نفسي، فإن كانت بشعة فهي لي وحدي، وإن كانت جميلة فالجمال مشاع.
أنت ناشئ، فاقرأ كل الكتاب والشعراء، ثم انطلق على سجيتك، فإن كان لك شخصية تظهر لك، أما إذا ظللت تحاول أن تكون مثل فلان الذي قلت إنه يعجبك، فأنت لا تنجح في حياتك.
Shafi da ba'a sani ba