في موضعه.

أما إنَّ أبا هُرَيْرَة قد روى هذ الحديث فزاد فيه "الْلَّهُمَّ صَلِّ عَلَي محَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ" (١) الحديث إلى آخره وهو حديث لا بأس به خرَّجه الداودي (٢).

واختلف في معنى قوله: (كما صليت على إِبراهيم) على عشرة أقوال:

أحدها: أنه قيل له ذلك قبل أن يعرف بشفوف منزلته.

الثاني: أنه سأل ذلك لنفسه وأهل بيته لتتم النعمة عليه والبركة كما أتمها عليهم.

الثالث: أنه سأل ذلك له ولأمته.

الرابع: أنه سأل ذلك ليضاعف له فيكون لإبراهيم ﵇ أصليًا وله مضاعفًا.

الخامس: أنه سأل الدوام فيه ليجزى إلى يوم القيامة.

السادس: أنه يحتمل أن يكون ذلك بدعاء أمته، أعطاهم الله تعالى هذه الفضيلة بأن يُكَرَّم رسوله على ألسنتهم.

السابع: أن الله تعالى شرَّع ذلك ثوابًا لهم. قال ﷺ:"مَنْ صَلَّى علَيَّ صلَاةً صَلَّي الله تَعَالَي عَلَيْهِ عَشرًا" (٣).

(١) قال أبو داود: حدثنا موسى ابن إِسماعيل حدثنا حبان بن يسار الكلابي حدثني أبو مطرف عبد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز، حدثني محمَّد بن علي الهاشمي عن المجمر عن أبي هرَيْرَة عن النبي ﷺ، "قَالَ مَنْ سَرَّهُ أنْ يَكْتَالَ بِالْمِكْيَالِ الأوْفَى إِذا صَلَّى عَلَيْنَا أَهْلِ البيت فَلْيقل الْلَّهُمَّ صَل عَلَى مُحَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المؤمِنِينَ وَذُرِّيَتهِ وَأَهْل بَيْتِهِ .. " أبو داود ١/ ٦٠١.

أقول: الحديث فيه حبان بن يسار الكلابي أبو رويحة، بمهملتين مصغرًا، بصري صدوق اختلط من الثامنة/ د ع س. ت ١/ ١٤٧.

وقال في ت ت: قال أبو حاتم ليس بالقوي ولا بالمتروك، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي حديثه فيه ما فيه لأجل الاختلاط الذي ذكر عنه، وقال أبو داود لا بأس به. ت ت ٢/ ١٧٥ - ١٧٦.

وقال العقيلي: قال البخاري قال لي الصلت بن محمَّد رأيت حبان آخر عمره فذكر منه الاختلاط. الضعفاء للعقيلي١/ ٣١٨، وانظر الكامل لابن عدي ٢/ ٨٣٠، لسان الميزان ٢/ ٣٦٩، المغني في الضعفاء ١/ ١٩٨.

درجة الحديث: ضعّفه الشيخ ناصر في تعليقه على المشكاه ١/ ٢٩٤ وهو كما قال لضعف حبان بن يسار.

(٢) الداودي هنا يقصد به أبو داود صاحب السنن، سليمان بن الأشعث، الإِمام المشهور.

(٣) مسلم في الصلاة باب الصلاة على النبي، ﷺ، بعد التشهد ١/ ٣٠٦ والترمذي ٢/ ٣٥٥، وقال: من صلى علىَّ صلاة، وقال: عنه حسن صحيح، والنسائي ٣/ ٥٠، والبغوي في شرح السنة ٣/ ١٩٥ كلهم عن أبي هُرَيرة.