الله بالإيمان بهذه الرسالة، وأولهم أبو بكر الصديق، وخديجة زوجه ﷺ وعلي بن أبي طالب وزيد بن حارثة، وبلال وغيرهم من السابقين ﵃ أجمعين، وكان رسول الله ﷺ يعلمهم الإسلام أول ما يعلمهم نبذ عبادة غير الله وإخلاص العبادة لله وحده، وفي سرية من قريش لئلا يفتنوهم عن دينه، وبدأ هذا النور يسري وسط ذلك الظلام الدامس الذي يحيط به من كل جانب.
قال ابن إسحاق: "ثم تتام الوحي إلى رسول الله ﷺ، وهو مؤمن بالله مصدق بما جاء منه، قد قبله بقبوله، وتحمل منه ما حمله على رضا العباد وسخطهم، والنبوة أثقال ومؤنة، لا يحملها ولا يستطيع بها إلا أهل القوة والعزم من الرسل بعون الله تعالى وتوفيقه، لما يلقون من الناس، وما يرد عليهم مما جاءوا به عن الله ﷾، فمضى رسول الله ﷺ على أمر الله، على ما يلقى من قومه من الخلاف والأذى "١
أ- دعوة الرسول ﷺ في مكة إلى التوحيد وموقف المشركين منها:
تقدم الكلام عن دعوة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وأنها متفقة جميعا في الدعوة إلى التوحيد، بل كان أول ما دعوا إليه أممهم.
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ ٢.
١ ابن هشام، السيرة النبوية ١/٢٥٦.
٢ الآية ٣٦ من سورة النحل.