منكبيه، ورَجْل الشعر، يقطر رأسه ماء، واضعًا يديه على منكبي رجلين، وهو يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟ قالوا: هو المسيح بن مريم، ورأيت رجلًا وراءه قططًا١ أعور العين اليمنى، كأشبه من رأيت بابن قطن٢، وضعًا يديه على منكبي رجل يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟ قالوا: المسيح الدجال" ٣.
وفي رواية البخاري: "بينما أنا نائم أطوف بالكعبة، وإذا رجل آدم سبط الشعر، يُهَوِّد٤ بين رجلين، ينظف رأسه ماءًا، أو يهرق ماءًا، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا المسيح ابن مريم، فذهبت التفت فإذا رجل أحمر حسيم جعد الرأس، أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية، قلت: من هذا؟ قالوا: الدجال، وأقرب الناس به شبهًا ابن قطن" ٥.
وعن النواس بن سمعان ﵁ في حديث طويل عن الدجال وما يكون من أمره، وفيه أن رسول الله ﷺ قال: "فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق في
١ القطط: الشعر القصير المستجد.
٢ ابن قطن بن عبد العزى رجل من بني المصطلق من خزاعة هلك في الجاهلية على الصحيح. انظر: فتح الباري ١٣/ ٩٨ – ١٠٠.
٣ مسلم بشرح النووي ٢/ ٢٣٥، ٢٣٦.
٤ المشي الرويد المتأني. النهاية لابن الأثير ٤/ ٢٧٣.
٥ البخاري مع الفتح ١٣/ ٩٠.