أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَْقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» (١) . فإن استقر هذا المعنى في فؤادك حصل لك انتفاع تام بالأذكار النبوية، وتحصنت بها بإذن الله، فلا يضرك شيء بعدها يقينًا، بل ولا يجرؤ مخلوق على ضُرِّك، فإن أهل الحصن لا ينعمون بالاطمئنان والأمان إلا إذا وقف عند أبواب أسوارهم جند أشاوس يخشى العدو من مجرد التفكير بغزوهم، هذا مَثَلُ قلب المؤمن وقد أيقن بعزة الله سبحانه، ولهج لسانه بما أرشده إليه نبيه ﷺ.
وهذه التحصينات بالأذكار النبوية على نوعين اثنين:
١- ... تحصينات بذكر الله تعالى، عند الإصباح والإمساء.
٢- ... تحصينات في أحوالٍ يتقلَّب فيها المؤمن.
أولًا: أما التحصينات بأذكار الإصباح والإمساء، فقد حفلت بإيراد ما صح منها كتبُ السنّة المطهّرة (٢)، وليس الغرض استقصاءها، لكن أختار منها، مبينًا فضلها تفصيلًا بحسب ما يقتضيه المقام:
١- ... تلاوة آية الكرسي: [البَقَرَة: جزء من الآية ٢٥٥] ﴿اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ...﴾، فهي أعظم آية في كتاب الله تعالى (٣)، وهي
(١) جزء من حديث سبق ذكره بتمامه، وتخريجه ص (١١١)، بالهامش ذي الرقم (١) . (٢) قد جمعت - بحول الله وقوته - ما تيسر من الأذكار عامة، ومن أذكار الإصباح والإمساء خاصة، بهيئة مفصلة، في مؤلّف سميته: «منتقى الأذكار» فانظره إن أحببت مزيد فائدة. (٣) كما في مسلم وغيره؛ عن أبيّ بن كعب ﵁، وقد تقدّم تخريجه ص١١٩، بالهامش ذي الرقم (٢) .
1 / 124