Proselytizing through Interactive Internet Services
التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية
Nau'ikan
رسالته الأولى إلى أهل كورونثوس: (ونُجهد النّفسَ في العمل بأيدينا. نُشتم فنُبارك. نُضطهد فنَحتمل) (١).
ولأنّ الإسلام جاء متممًا لمكارم الأخلاق فإنّا نجد في القرآن الكريم نهيَ الله تعالى لرسوله ﷺ والمؤمنين عن سب آلهة المشركين، وإخبارَه أنَّ كلَّ أمة من الأمم قد زُين لهم ما يعبدون، ولله الحجة البالغة، والحكمة التامة فيما يشاؤه ويختاره (٢).
يقول جل وعلا: ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (٣).
ثانيًا: عرض الديانة النصرانية بشكل مبسط، وحصر المطلوب من المسلم لكي ينجو؛ في الإيمان بأنَّ المسيح أكمل الفداء، فمن قبل ذلك حمل عنه المسيح الأثقال والأعباء وملأ قلبه بالمحبة وحياته بالسعادة. والاستدلال لذلك بشواهد من الكتاب المقدس، مثل: (آمن بالرب يسوع تنلِ الخلاصَ أنت وأهلُ بيتك) (٤).
ثالثًا: نزع الأدلة عن سياقاتها، ووضعها في سياقات مختلفة. وهو أسلوب تدليس وتضليل وتغييب للحقائق؛ بعيدٌ عن الأمانة في النقل والطرح.
ومن صور ذلك؛ تجاهل أسباب النزول، وسياقات الأحاديث. ومن أمثلة ذلك سعي أحد مدراء أبرز الغرف التّنصيريّة العربية لإثبات أنّ النبي ﷺ كان شاكًّا في أمر دينه ودعوته بدليل قوله (نحن أولى بالشك من إبراهيم). متجاهلًا إيراد سياق الحديث، لأنّ فيه ما يدفع تشبيهه على المستمعين.
إنَّ هذا المدعي شكَّ النبي ﷺ في دينه ودعوته يريد من العقلاء تجاهل عقولهم وتعمية
(١) رسالة بولس الأولى إلى أهل كورونثوس ٤: ١٢. (٢) انظر: تفسير ابن كثير ٣/ ٣١٤ - ٣١٥. (٣) سورة الأنعام، آية ١٠٨. (٤) رسالة أعمال الرسل ١٦: ٣١.
1 / 122