Principles of Da'wah and Its Methods 2 - University of Madinah
أصول الدعوة وطرقها ٢ - جامعة المدينة
Mai Buga Littafi
جامعة المدينة العالمية
Nau'ikan
٣ - إذا وُجِدت النِّيات الجازمات، ولم يقف دون تنفيذ الأعمال إلاّ عقبات أو أعذارٌ خارجة عن إرادة الإنسان، فإنّ مناط المسؤولية حينئذٍ هو النّيات وحْدها، ويجري الحساب عليها كما لو تمّ تنفيذ الأعمال التي تقتضيها. والدليل على ذلك: ما رواه الإمام البخاري عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا مَرِض العبْد أو سافَر، كُتب له بمِثْل ما كان يعمل مُقيمًا صحيحًا».
وروى الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: كنّا مع النبي ﷺ في غزاة، فقال: «وإنّ بالمدينة لَرجالًا ما سِرْتُم مسيرًا ولا قطعْتُم واديًا إلاّ كانوا معكم، حَبَسَهم المرض»، وفي رواية «إلاّ شركوكم في الأجْر».
٤ - إذا وُجدت النّيات الجازمات، ولكن لم يتمّ التنفيذ للأعمال التي تقتضيها بسبب يرجع إلى الإنسان نفسه، فإن سيّئاتها لا تُكتب عليه، ويتجاوز الله عنها. فإذا كان ذلك خوفًا من الله وابتغاء مرضاته، فإن الله يكتب له بذلك حسنة. وأمّا حسناتها فتُكتب له في صحيفة على مقدارها دون مضاعفة بخلاف ما لو فعَلها؛ فإنها تُضاعف له أضعافًا، فضلًا من الله وكرَمًا.
٥ - الخواطر والوساوس معفوٌ عنها، ولا تدخل في حدود العمل المراد ما لم تصِلْ إلى مستوى النّيّة المقترنة بالإرادة الجازمة. ولكن قد يُثاب الإنسان على خواطر الخير إذا كانت ثمرة توجّهه وإرادته؛ فعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله تجاوز عن أمّتي ما وسوسَتْ به صدورُها، ما لم تَعملْ به أو تَتَكلّم»، رواه الشيخان.
٦ - الهمّ بالعمل إذا كان همًا بفعْل حسَنة فالله يُثيب عليه من غير مضاعفة، إذا لم يتمّ تنفيذه، ومع المضاعفة الكثيرة إذا تمّ تنفيذه. وإذا كان هم
1 / 48