أهل الفترة ومن في حكمهم
أهل الفترة ومن في حكمهم
Mai Buga Littafi
مؤسسة علوم القرآن - عجمان،دار ابن كثير
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٠٩ هـ - ١٩٨٨ م
Inda aka buga
دمشق - بيروت
Nau'ikan
فلا توحيد أكمل من الذي قامت به الرسل ودعوا إليه وجاهدوا الأمم عليه، ولهذا أمر الله ﷾ نبيه أن يقتدي بهم كما قال تعالى، بعد مناظرة إبراهيم قومه في بطلان الشرك وصحة التوحيد؛ وذكر الأنبياء مِن ذريته ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ [الأنعام: ٩٠].
و"كان ﷺ يعلِّم أصحابه إذا أصبحوا أن يقولوا: أصبحنا على فطرة الإِسلام وكلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمدٍ ﷺ وعلى ملة أبينا إبراهيمَ حنيفًا وما كان من المشركين" (١).
فملة إبراهيم التوحيد، ودين محمَّد ﷺ هو ما جاء به من عند الله، وفطرة الإِسلام هي ما فطر عليه عباده من محبته وعبادته وحده لا شريك له والاستسلام لعبوديته ذلًّا وانقيادًا وإنابةً (٢).
فهذا هو التوحيد الذي دعت إليه الرسل، وأُنزلت به الكتب، وقام عليه الدين، وأمر الله به، فلا توحيد ولا عبادة إلا لله ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: ٤٠].
وكما أمر الله ﷾ بتوحيده في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته نهى عن الشرك وهو أن يجعل لله نِدًّا أو شريكًا في ملكوته وربوبيته وأسمائه وصفاته ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: ١٦]. وقال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [فصلت: ٣٧] وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ﴾ [الأعراف: ١٩٤] وقال تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ
_________
(١) رواه الدارمي وأحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح. انظر (الدارمي ٢/ ٢٠٢) بتحقيق عبد الله هاشم يماني.
(٢) شرح العقيدة الطحاوية ص ٤٣.
1 / 32