171

Origins of the Twelver Imami Shiite Sect - Presentation and Critique -

أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد -

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٤ هـ

Nau'ikan

المعتمدة قسمًا كبيرًا (١) . - كما سيأتي تفصيله - (٢) . والتوبة ومعناها معروف (الرجوع من المعاصي إلى طاعة الله) ولكن الشيعة تفسر التوبة بالرجوع من ولاية أبي بكر وعمر وبني أمية إلى ولاية علي، ففي قوله سبحانه: ﴿فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ﴾ (٣) . جاء تأويلها عندهم في ثلاث روايات، تقول الأولى: ﴿فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا﴾ من ولاية فلان وفلان (يعنون أبا بكر وعمر) وبني أمية، وتقول الرواية الثانية: ﴿فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا﴾ من ولاية الطواغيت الثلاثة (يعنون أبا بكر وعمر وعثمان) ومن بني أمية، ﴿وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ﴾ يعني ولاية علي، وتقول الثالثة: ﴿فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا﴾ من ولاية هؤلاء وبني أمية ﴿وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ﴾ هو أمير المؤمنين (٤) . وكل الروايات الثلاث المذكورة منسوبة لأبي جعفر محمد الباقر، وعلمه ودينه ينفيان صحة ذلك عنه. وهذه الأخبار تقدّم لنا مفهومًا جديدًا للتوبة، إذ هي في حقيقتها موالاة رجل، ومعاداة آخر، وليس هناك بُعْدٌ آخر غير هذا.. فالتوبة لا تكون إلا في مسألة ولاية الإمام، وغيرها لا يستحق الإنابة والرجوع، ولهذا لم يرد له ذكر، وكأن الشيعة بهذا تجعل من والى عليًا ليس عليه ذنب، وإن بلغت ذنوبه مثل قراب الأرض، وتجعل موالاة أفضل الخلق بعد النبيين أبي بكر وعمر وعثمان هو الكفر الذي لا ينفع معه عمل. فهل هذا هو الإسلام.. وهل الرسول وصحبه لم يجاهدوا إلا لإقرار هذا الأمر؟!

(١) كما في أصول الكافي، والوافي، والبحار، ووسائل الشيعة وغيرها، وسيأتي ذكر مواضعها وشيء من نصوصها (٢) انظر: "فصل عقيدتهم في توحيد الألوهية" (٣) غافر، آية: ٧ (٤) البرهان: ٤/٩٢-٩٣، تفسير الصافي: ٤/٣٣٥، وانظر: تفسير القمي: ٢/٢٥٥

1 / 178