97

Omar's Rhetoric

البلاغة العمرية

Mai Buga Littafi

مبرة الآل والأصحاب

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

٢٠١٤ م

Nau'ikan

[١٥١] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ ﵁ لعثمان بن عفان وعبد الله بن عباس ﵄ - «إِنِّي نَظَرْتُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَجَدْتُكُمَا مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِهَا عَشِيرَةً، فَخُذَا هَذَا الْمَالَ فَاقْتَسِمَاهُ، فَمَا كَانَ مِنْ فَضْلٍ فَرُدَّا»، فَأَمَّا عُثْمَانُ فَحَثَا، وَأَمَّا ابن عباس فَجَثَا لِرُكْبَتَه، وقال: وَإِنْ كَانَ نُقْصَانٌ رَدَدْتَ عَلَيْنَا، فَقَالَ عُمَرُ «نَشْنَشَةٌ مِنْ أَخْشَنَ (١)، أَمَا كَانَ هَذَا عِنْدَ اللهِ إِذْ مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ

(١) قال أبو عبيد في (غريب الحديث: ٣/ ٢٤٠): (هَكَذَا كَانَ سُفْيَان يرويهِ بِتَقْدِيم النُّون. وَأما أهل الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ فَيَقُولُونَ غير هَذَا. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: إِنَّمَا هو: شنشِنَةُ أعْرِفُهَا من أخْزَم. وهَذَا بَيتُ رَجَز تُمثِّلَ بِهِ. قَالَ: والشِّنْشِنَة قد تكون كالمُضغة، أَو الْقِطعَةِ تُقطَعُ من اللَّحْم. وَقَالَ غير وَاحِد: بل الشنشنة مثل الطبيعة والسَّجِيّة. فَأَرَادَ عمر إِنِّي أعرف فِيك مَشابِه من أَبِيك فِي رَايه وعقله، وَيُقَال: إِنَّه لم يكن لقرشي مثل رَاي الْعَبَّاس ﵀. وَأَخْبرنِي ابْن الْكَلْبِيّ أَن هَذَا الشّعْر لأبي أخزم الطَّائِي وَهُوَ جد أبي حَاتِم الطائي أَو جد جده، وَكَانَ لَهُ ابْن يُقَال لَهُ: (أخزم)، فَمَاتَ أخزم وَترك بَنِينَ، فَوَثَبُوا يَوْمًا على جدهم أبي أخزم فأدموه، فَقَالَ: إنّ بَنِيّ رمّلوني بالدمِ ... شِنْشِنَةٌ أعرفهَا من أخزم يَعْنِي أَن هَؤُلَاءِ أشبهوا أباهم فِي طَبِيعَته وخلقه وَأَحْسبهُ كَانَ بِهِ عاقًا. وَقد يكون الْمَعْنى الآخر كَأَنَّهُ جعلهم قِطْعَة مِنْهُ أَي أَنهم بضعَة. وَقد تمثل أَيْضًا بِهَذَا الشّعْر عقيل بن عُلَّفَة المري فِي بعض وَلَده، وَإِنَّمَا تمثل بِهِ عمر تمثلًا). ويظهر لي والله تعالى أعلم، أنَّ عمر ﵁ لم يُرد بقوله هذا المشابهة في الرأي والعقل، وإن كان العباس وابنه ﵄ من أهل الرأي والعقل والدين، لكنه أراد المشابهة في الحرص على المال، فإنَّ العباس ﵁ كسائر بني آدم - كان معروفًا بالحرص على المال، ففي حديث أنس بن مالك ﵁ الذي رواه البخاري (٤٢١) أنَّ النَّبِيُّ ﷺ أُتي بِمَالٍ مِنَ البَحْرَيْنِ، فَقَالَ: «انْثُرُوهُ فِي المَسْجِدِ»، وَكَانَ أَكْثَرَ مَالٍ أُتِيَ بِهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى الصَّلاَةِ وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ جَاءَ فَجَلَسَ =

1 / 103